المشاركات
الأسير: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
الأسير: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي محمد إبراهيم محمد عمر همد محمود أشارت عقارب الساعة إلى الثالثة صباحاً، وكلُّ شيء ساكن في معبر أبي سالم، وقد استسلمت الدوريَّة للنوم إلَّا فرداً واحداً بدا مستيقظاً، ورشاشه يتمايل في يده، وجسده مثقل بالنعاس، ولولا الخوف على نفسه أولاً وزملائه النائمين ثانياً لاستسلم لهذا الخدر اللذيذ الذي يداعب عينيه، تمنى لو تنقضي بقيَّة هذه الليلة بسلام، ففي الغد سيكون عيده وعيد زملائه، وكيف لا يكون الغد عيداً لهم وهم سيغادرون خطوط التماس مع العدو، ويعودون إلى تل أبيب حيث الدفء والنساء والحياة المترعة بكلِّ أصناف المباهج، كلُّ هذا تفصلهم عنها ساعات، ساعات ويغادرون هذه المنطقة المشئومة إلى الأبد، لم يكن يحلم في أسوء كوابيسه أن يجد نفسه هنا، حيث هؤلاء البشر الذين لا يمكن للإنسان أن يطيق نظراتهم القاسية، والتي تشي بحقد دفين تجاه كلِّ ما هو إسرائيلي، وعلى الرغم من عجزهم واستسلامهم الظاهرَينِ لا يمكن للإنسان أن يأمن شرَّهم، أو يتنبَّأ بدرجة حدَّة ردود أفعالهم، فقد ينتفضون في كلِّ لحظة ليصبحوا بركاناً يصعب السيطرة عليه، والأخطر أن تجد نفسك مرغماً على الاقترا
البؤر الخطابية في خطاب طوفان الأقصى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
البؤر الخطابية في خطاب طوفان الأقصى محمد إبراهيم محمد عمر همد محمود الخطاب الخارجي هو الخطاب الذي يكون موجهاً في الأصل إلى جهة خارجية تقع خارج نطاق السيطرة المباشرة للسلطة المنتجة للخطاب، وتختلف الجهات الخارجية المستهدفة بذلك الخطاب وفقاً لنوع العلاقة بينها وبين منتج الخطاب، وبناء على ذلك يختلف نوع الخطاب الخارجي الموجه نحو العدو عن الخطاب الخارجي الموجَّه للجهة الخارجية الصديقة، والذي يختلف بدوره عن الخطاب الموجَّه نحو الجهة الخارجية المحايدة، التي تتموقع في موضع وسط بين طرفي الصراع، فيعمل كل طرف منهما على التودد إليها واستمالتها عبر الخطابات المتزنة أحياناً والمتملقة أحياناً أخرى، ويختلف الخطاب الخارجي عن الخطاب الداخلي في كون الأخير يروى من منظور واحد هو (أنا) مقابل (هو) أو (نحن) مقابل (هم)، حيث يمثل (أنا)أو (نحن) منتج الخطاب زائداً الجمهور الداخلي المستهدف بالخطاب، بينما يمثل (هو) أو (هم) العدو على الجانب الآخر، أما الخطاب الخارجي فلا يصلح فيه ذلك المنظور الآحادي، ويحتاج إلى وجهات نظر أخرى، وذلك بغرض تقريب وجهات النظر بين منتج الخطاب والجهة الخارجية المستهدفَة بالخطاب؛ لأنَّ ا
التمرد: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
التمرد: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي محمد إبراهيم محمد عمر همد محمود بدأت حالة نبيل تسوء يوماً بعض يوم، ما لم تحصل معجزة فمن المستحيل أن يتماثل للشفاء وهو لم يتلقَّ أي علاج من الأصل، ومازالت إدارة السجن تماطل في علاجه حتى ولو كان ذلك على نفقته الخاصة، وتكتفي بما يوصي به طبيب السجن من مسكنات ومهدئات تراوغ المرض ولا تشرع في علاجه، يبدو أن الحرمان من العلاج هنا عقوبة إدارية ووسيلة فاعلة للقتل البطيء في آن واحد، فسجين مريض خير من سجين يتمتع بصحة ولياقة بدنية عالية، كما للأمر فوائد أخرى غير مباشرة، ستقل نفقة إطعام السجناء، كما يكون قد نقص عدد السجناء المزعجين واحد، لذا لم يجد أمامه وسيلة للضغط سوى الانخراط في تحدي الأمعاء الخالية، فبدأ الإضراب عن الطعام إلى أن تستجيب إدارة السجن إلى طلبه بتلقي العلاج، وبمرور اليوم الثالث لم يعد جسده المتهالك يتحمل أكثر، فغاب عن الوعي، وهنا شرعت إدارة السجن في إعطائه السوائل المنقذة للحياة وبعض الفيتامينات البديلة عن الغذاء. خرج الأسرى إلى الفورة خروجاً جماعياً مباغتاً، مطالبين بعلاج نبيل ونقله إلى مستشفى ، الآن أصبحت دلائل الفوضى والاضطرا
العشاء الأخير: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
العشاء الأخير: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي محمد إبراهيم محمد عمر همد محمود التفت أسرة رابين حول مائدة العشاء، وبريق السعادة يتألق في عيني رابين وزوجته كيفيرا حاييم، وهو يقول: - نسور الجو نفذوا اليوم أكثر من مائتي طلعة. أتمنى أن يأتي يوم نتخلص فيه من هؤلاء الأغيار. فترد زوجته في ملل: - لا أظن أن ذلك اليوم سيأتي.. ستكمل ذخائركم قبل أن تقضوا عليهم. يومئ رابين برأسه موافقاً زوجته على رأيها، لقد صدقت فيما قالت، فهو أكثر من يعلم ذلك جيداً، وقد كان لهم قائد يصف هؤلاء الفلسطينيين بالنبت الشيطاني، الذي يخالف في وجوده كل قواعد العقل والمنطق، فإذا كان العالم يتزايد بمتوالية هندسيَّة فهؤلاء الفلسطينيون يتزايدون بمتوالية سرطانيَّ خبيثة، اقتل فلسطينيَّا واحداً يظهر لك عشر، اقتل عشراً منهم ينبت لك ألف منهم، اقتل ألفاً فلن تجد لك موضعاً تقضي فيه حاجتك. ولا يزال رابين يتذكَّر كم من الفلسطينيين قتلهم هو بنفسه عندما كان جنديًّاً في الجيش الإسرائيلي، فيرتعش طرباً لذكرى تلك الأيام الخوالي، وقد عاد بخياله إلى حرب 1956م، وقد اجتاحت كتيبتهم قرية خانيونس، ولم يجدوا بها مقاومة تذكر من قبل الف