المشاركات

الساعات الأخيرة: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي

صورة
  الساعات الأخيرة: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي  أ. محمد إبراهيم محمد عمر همد       هبَّ  إياد من غفوته مذعوراً  لصرير الباب الحديديِّ، لتقع عيناه على ملثمين يدفعان بشخص إلى داخل السجن، ثم يعودون من حيث أتوا، دفعه الفضول إلى الاقتراب من الضيف الجديد، وهو يتوقَّع أن يجد جاسوساً فلسطينيَّا مثله، ما لم يطرق خياله أن يكون هذا الرفيق الجديد أسيراً إسرائيليَّا، سرت رعشة خاطفة في قلبه، ثم تشظَّت أطرافها لتعمَّ سائر جسده لثوان معدودات، وكأنَّما أحسَّ بشيء من الفخر ونشوة النصر، يبدو أن الانتماء لهذه الأرض قد تجذَّر عميقاً  في قلبه، وهو الذي كان يعتقد عن نفسه أنَّه قد تبرَّأ من هذه الأرض وأهلها عندما انخرط في سلك الجاسوسيَّة والتخابر مع العدو، شعر بشيء من الانبهار لمرأى هذا الجندي الإسرائيلي، على الرغم من أنَّ هذه ليست المرة الأولى التي تأسر فيها حماس جنديَّا  إسرائيليَّاً، وعلى الرغم من أنَّه قد شارك في حملة البحث عن أسرى إسرائيليين من قبل، إلا أنَّها كانت محاولات فاشلة، ولم تنجح في اختراق الجدار السري الذي تحيط به حماس الأسرى، حتى أصبح الب...

الوظيفة: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي

صورة
  الوظيفة: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي                        محمد إبراهيم محمد عمر همد محمود      الثامنة صباحاً ومازال إياد  مرابطاً أمام هذا المكتب بمصنع السلماني للغزل والنسيج، هذه هي المرة الثانية التي يجلس فيها في هذا الموضع الذي جلس فيه قبل عام من الآن، عام تغيَّرت فيه أشياء كثيرة في حياته ولم يتغيَّر فيه شيء يذكر في هذا المكتب، مازالت الطاولة المستطيلة تربض في ذات موضعها في وسطه، وأمامها كرسيٌّ متواضع، بينما يطل من خلفها ثلاث كراسٍ توحي بشيْ من الفخامة والارتياح، نظرة خاطفة من الداخل تكفيه ليفهم أن مراتب الناس تتفاوت في الحياة على الأقل في هذا المكتب. يبدو أن من وضع أثاث هذا المكتب اختاره ووضعه في هذه المواضع بعناية فائقة، فأول ما سينتاب الجالس على الكرسي الأمامي هو الإحساس بالضآلة وقلَّة القيمة أمام الجالسين خلف الطاولة، وهذا ما انتاب إياد لأوَّل مرة جلس فيها على هذا الكرسي، لا يدري هل سينتابه هذا الإحساس مجدداً الآن؟ اعتقد أنَّ الإجابة بـ(كلَّا) عن هذا السؤال قد تكون منطقيَّة، إذ إنَّ ا...

السقوط: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي

صورة
  السقوط: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي  أ. محمد إبراهيم محمد عمر همد محمود          انتصف الليل أو كاد وظلامه يجثم على صدر القطاع فيستسلم له بخضوع، ولا شيء يتحرك أو يصدر صوتاً باستثناء كلاب تتغزل على طريقتها الخاصة، وقطتان تتشاجران على قطعة لحم مجهولة المصدر، وحمار ينهق وقد أبصر سرباً من الجنون يمرُّ على مقربة منه، وديك انتفض مذعوراً وقد حسب أنَّ الفجر قد أدركه وهو لم يؤذِّن بعد، فيطلق صياحاً عبث التردد بمقاطعه فيخرج واهناً مشتَّتاً. وثمَّت سيارة تنهب الأرض مطفأة المصابيح ، يجلس خلف مقودها رجل ضخم البنية، يرتدي قناعاً أسود، وعلى المقعد الخلفي جلس رجلان لا يقلَّان ضخامة عنه، تتلصص أعينهما عبر القناعين السوداويين، وقد التفتا إلى شخص مكبَّل يجلس بينهما، ويتهامسان بكلمات لا يفهمها الرجل المكبَّل، وحتى إن فهم ما يقولانه فلا يمكنه أن يشاركهما الحديث وشريط لاصق مشدود على فيه، يكاد يكتِّم أنفاسه، كما لا يمكنه  تبيُّن ملامحهما وعصابة قويَّة- شدَّت على عينيه - تحول دون ذلك.        تترك السيارة الطريق الساحلي، وتدلف بهم إلى طريق جان...

بنية عناصر خطاب طوفان الأقصى

صورة
  بنية عناصر خطاب طوفان الأقصى أ. محمد إبراهيم محمد عمر همد محمود      بغض النظر عن الاستراتجيات التي يتبعها الخطاب الداخلي للجانبين وبعيداً عن تأثير وجهات النظر التي يقدم عبرها الخطاب في بعده الخارجي- فإنَّ حقيقة الخطاب أو زيفه وخداعه يمكن الاستدلال عليها من خلال تحليل عناصره ومكوناته التي تتمثل في: مقدار الحقائق التي يقدمها، درجة المصداقية التي يتحلَّى بها، بالإضافة إلى اتساق الخطاب وتجانسه عندما تتعدد قنوات التصريح والإدلاء به. الحقائق في خطاب الطوفان      ركز الخطاب الإسرائيلي على الزعم باغتصاب النساء وقتل الأطفال، ومن ذلك تصريح وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات: "راينا الان.. سمعنا ان 40 ولدا صغيرا بعضهم دفنوا احياء، وبعضهم قطعت رؤوسهم، وبعضهم قتلوا برصاصات في الرأس".(45) كما زعم نتياهو في خطابه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ مقاتلِي حماس: "قطعوا رؤوسَ الأطفال واغتصبوا النساء" بمستوطنات غِلاف غزة.(46) وقد زعمت خدمة الطوارئ الإسرائيلية أنها عثرت على 260 جثة لإسرائيليين كانوا في حفل موسيقي في الحفل الموسيقي، جاء ذلك في قناة آي نيوز 24 الإسرائيلية....