المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٢

دروس خصوصية

صورة
  دروس  (خصوصيَّة) محمد إبراهيم محمد عمر همد     إنَّ منيراً لم يكتب درساً منذ التحاقه بمدرسة النجاح. -      قالت زوجتي ذلك بينما أنا أهمُّ بمغادرة المنزل إلى مبني الشركة التي أديرها، فقلت محاولاً التنصل من الأمر: لقد كانت الفكرة فكرتك. وأنت من قام بنقل منير إلى تلك المدرسة بحجة أنَّها الأفضل والأكثر تفوُّقاً.      لقد كانت الفكرة بالفعل فكرتها، وذلك عندما قرأت عن مدرسة النجاح في إعلان لها بإحدى الصحف اليومية، وقد أصرَّت على أن ينقل منير إلى تلك المدرسة، وتحت ضغطها وإلحاحها نزلت عند رغبتها، وأذنت لها بتنفيذ رغبتها، وقد فعلت، والآن تفتعل مشكلة جديدة وتدَّعي أنَّ منيراً لا يكتب دروسه !. إذ تقول: دعك من أنَّ الفكرة فكرتي، ومن أنَّني من قام بنقل منير، إنَّ مستقبل منير معرَّض للضياع، لابد أن تضع حداً لهذا، وتبحث عن حل لهذا المشكل.      قالت ذلك وقد أحضرت كراسات ابني، وتحت ضغطها المتواصل اطلعت عليها، فوجدت أنَّه فعلاً لم يكتب شيئاً عليها منذ شهر، وقد جعل من الكراسات لوحات لتلك الأشكال الغريبة التي يرسمها، والتي تشفُّ عن موهبة فذَّة، إنني أعلم أنَّ ابني ذكي ولمَّاح ولديه رغبة صاد

الجائزة (قصة قصيرة)

صورة
الجائزة محمد إبراهيم محمد عمر همد        أقبل المساء، هأنذا أسابق أطفالي إلى الجلوس أمام التلفاز، جلست وبي لهفة يشوبها القلق بين اليأس والأمل، أخيراً قد أتى هذا اليوم، بل هذا المساء، سيتمُّ بعد قليل إذاعة اسم الفائز في مسابقة رمضان الكبرى، لم أكن أتوقَّع أن يأتي هذا اليوم، بل لم أكن أتوقَّع أن أشارك في هذه المسابقة من الأصل، لولا أنَّ صديقي علاء أتاني بأسئلة المسابقة وقد عجز عن التوصل إلى حلولها، أتى كي أضع حدَّاً لمعاناته، ومد يد العون له بأن أحلَّ له ما عجز عنه من أسئلة المسابقة، وقد كان له ما أراد، بل كان كرماً منه كما قال بأنه أشركني في هذه المسابقة نظير المشاق المتكبَّدة في سبيل حصولي على كلِّ هذه المعارف التي تمكَّنا بها من التوصل إلى الإجابات الصحيحة لها. ها هو صوت المذيعة الرخيم يعلن: سيداتي سادتي أقبل أخيراً اليوم الذي انتظرتموه طويلاً، سيتمُّ الآن اختيار الفائز في مسابقة رمضان ومعي السيد مدير التلفزيون القومي لاختيار صاحب الحظ السعيد، مع تمنياتنا بالفوز لكلِّ المشاركين، فليتفضَّل سيادته مشكوراً.       (أفٍّ)، لقد سئمت هذه الجملة السخيفة   (مع تمنياتنا بالفوز لكلِّ المشا

عيد ميلاد

صورة
  عيد ميلاد محمد إبراهيم محمد عمر همد        سأحتفل اليوم بعيد ميلادي، سأحتفل بذلك رغم أنف الجميع، وقد نصحني بعضهم ألَّا أفعل ذلك، هذه المرة الأولى التي سأحتفل فيها بعيد ميلادي، لقد مضت سنوات عمري السابقة دون أن احتفل بهذه المناسبة، إذ لم تكن ظروفي الماديَّة تسمح بذلك، ولا محيطي الاجتماعي كان يهتمُّ بذلك، ولكن في الفترة الأخيرة تغيَّرت أشياء كثيرة في المجتمع، كما طرأت زيادة طفيفة على راتبي، وخشية أن أُنعَت بالبخل، أو أُوصَف بالتخلُّف، ومواكبةً مني لروح العصر، قررت أن أحتفل اليوم – السابع من مارس – بعيد ميلادي، وذلك لأوَّل مرة في حياتي. أعددت كلَّ شيء، بدء من تهيئة البيت للمناسبة السعيدة، وحتى تجهيز (التورتة) الكبيرة، وكذلك الشموع الملوَّنة، وقد صار كلُّ شيء معدَّاً للاحتفال، وكنت قد أخبرت أصدقائي وشدَّدت عليهم في الدعوة، فوعدوني بالحضور.      أقبل المساء، انتابني   إحساس بأنَّني إنسان مهمٌّ ورقم لا   يمكن تجاوزه، أحسست بذلك وأنا أحصي الكراسي البالغ عددها ثلاثين كرسيَّاً، وقد استعرتها من بعض جيرتي، لقد صار المسرح أعني البيت معدَّاً للمناسبة المهمَّة، وهأنذا في كامل استعدادي لتلقّ