المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٤

موقف المحدثين من العامل النحويِّ

صورة
                                    موقف المحدثين من العامل النحويِّ أ‌.     محمد إبراهيم محمد عمر همَّد محمود المحدثون والتراث النحويُّ     وجد المحدثون أنفسهم أمام تراث نحويٍّ ثرٍّ من أمَّهات الكتب النحويَّة، وتعليقاته اوشروحها، وحواشيها، وكانت تلك الكتب تحتوي على قضايا النحو وتفصيلاته الجزئيَّة، وكان على المحدثين التعامل مع هذا التراث بالنقد والتحليل وقد"مثل نقد التراث النحويّ مشغلاً بارزاً من مشاغل المثقّفين العرب في العصر الحديث والمعاصر، وكان البحث اللغويّ من أهمّ النشاطات الفكريّة لأهميّة القضيّة اللغويّة وتشعُّب مظاهرها ضمن إشكاليّة النهضة التي ينشدونها.". (1) وقد كان للعامل النحويِّ نصيب من النقد والتوجيه. وقد انقسم المحدثون إزائه إلى معارض له ،يدعو إلى التخلص منه، ومؤيِّد يدافع عنه ويشدِّد على أهميَّته. (2) وحاول كلٌّ من الفريقي نتبرير دعوته والتأكيدعلى صحتها. المناهضون لفكرة العامل النحوي تمثل تجربة إبراهيم مصطفى أوَّل محاولة نقديَّة متكاملة لمفهوم العامل النحويِّ في العصر الحديث. (3)   وذلك في كتابه (إحياءالنحو) وقد انطلق في نقده من مبدأ صعوبة الدرس ا

تحميض الفلم: فصل من رواية أضواء النفق الجنوبي

صورة
                                         تحميض الفلم: فصل من رواية أضواء النفق الجنوبي                                                                         محمد إبراهيم محمد عمر همد       تشير سعاد إلى نبيل ملوحة بيدها من خلف الزجاج السميك، وهي تضع سماعة الهاتف على أذنها ضاغطة على السماعة بإمالة رأسها في تركيز واهتمام شديدين، فابتسم لها، وبدت ابتسامته باهتة وحزينة من خلف الجدار الزجاجي، ومظاهر الانكسار والاكتئاب تجعل من وجهه ممسحة رمادية رثة لم تغسل منذ وقت  طويل، وبدت لحيته ذات الشعر المتنافر كثآليل مقززة تتداعى على جنبات وجهه من كل صوب وحدب، من كان يصدق أن نبيل الدباغ   الوسيم ذا الإطلالة المريحة يتحول إلى هذا المسخ الوقف أمامها،وقد بدا شاحب الوجه، وتزيده لحيته الشعساء شحوباً وذبولاً،حتى عينيه الواسعتين قد غارتا قليلاً، لم يبقِ من ملامحه المعروفة سوى أنفه الشامخ، ويبدو أنه قد احتفظ بشكله هذا بصعوبة واضحة، لا شكَّ أنهم يعبثون بملامح هؤلاء الأسرى بطريقة قاسية، وكأنهم على عجل من أمرهم في  إخراج نسخ غير متوقعة منهم، حتى أمهاتهم سيعجزن عن التعرف عليهم إلا بصعوبة بالغة، لوهلة كذبت  عي

الزيارة: فصل من رواية أضواء النفق الجنوبي

صورة
الزيارة: فصل من رواية أضواء النفق الجنوبي    محمد إبراهيم محمد عمر همد         حزَّمت سعاد أمتعتها وهي تهيئ نفسها للسفر إلى سجن ريمون، وهذه أوَّل زيارة له منها منذ أن سجن زوجها نبيل الدبَّاغ قبل ستة أشهر، لم تألُ فيها جهداً من محاولة زيارته فيها، إلَّا أنَّ جهودها وجهود أقربائها لم تكن مثمرة إزاء تعنُّت حكومة الاحتلال في إصدار تصريح الزيارة لها، حتى أتى يوم الاثنين الماضي وقد جاءها أبو مرزوق زوج خالتها بالبشرى، وقد استطاع بما له من نفوذ وعلاقات داخليَّة وخارجيَّة من استخراج هذا الإذن، ولم تصدِّق سعاد عينيها وقد خطفته من يده وهي تكاد تطير فرحاً، لا تدري كم ستكون فرحتها لو كان هذا صكّ الإفراج عنه؟ وفي غمرة الفرح المباغت نست أن تشكر أبا مرزوق على هذا المعروف، ولم يكن هو في انتظار شيء من ذلك، وقد فرح لفرحتها، وتمنى من أعماق قلبه أن يفرَّج الله كربة هذه البائسة الضعيفة.       انطلقت الحافلة صوب معبر حانون وهي محمَّلة بأُسَر الأسرى، وقد بدا الأمر كرحلة مدرسيَّة في نهاية العام الدراسي، وذلك لاكتظاظ الحافلة بالأطفال، وكلُّ طفل منهم على موعد مع رؤية أبيه أو عمه أو خاله أو أخيه،  وقد جلست سع