(مراحل خطاب المذابح وأثره على المُسْتَهْدَفِيْنَ به :مذابح الروهينغا(2017م) نموذجاً)
(مراحل خطاب المذابح وأثره على
المُسْتَهْدَفِيْنَ به :مذابح الروهينغا(2017م) نموذجاً)
محمَّد إبراهيم محمَّد
عمر همَّد
مستخلص:
تهدف هذه الدراسة إلى التَّعرُّف على نوع الخطاب المُستخدَم في المذابح التي تعرَّضت لها إثنيّة الروهينغا،
وتسليط الضوء على المراحل التي مرَّ بها ذلك الخطاب، بالإضافة إلى بيان
الاستراتيجيَّات المُستخدَمة في كلِّ مرحلة من مراحله المختلفة، مع الكشف عن أثر
ذلك الخطاب على المعنيِّين به. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفيَّ التحليليَّ،
وتوصَّلت من خلاله إلى نتائج مهمَّة تمثَّلت في: تنوُّع خطاب المذابح ذي الطابع
الإقصائيِّ شكلاً ومضموناً عبر مراحل أربع هي: مرحلة التهيئة، ومرحلة التنفيذ،
ومرحلة التغطية، ومرحلة التسوية، وقد أخذ الخطاب أشكال عدة في مرحلة التهيئة
كالتغريب، والتحقير، والتحريض، كما اتَّبع الخطاب إستراتيجيَّات عدَّة في مرحلة
التغطية كالصمت، والإنكار، وإستراتيجيَّة المصلحة العليا، وكان التلاعب هو السمة
السائدة في معظم مراحله، سواء أكان ذلك عن طريق استخدام التشبيهات والاستعارات
والكنايات كما في خطاب التهيئة، أو التشكيك والإنكار كما في خطاب التغطية، أو
التلاعب واستخدام حيلاً لغويَّة تضمن له
التواجد في منطقة وسطى بين الإنكار والاعتراف، وقد كان لخطاب المذابح أثر واضح في الجبهة
الداخليَّة، حيث حرم الضحايا من التعاطف، بل وجدت المذابح قبولاً واضحاً عند
المجتمع البورميِّ، كما وجد الخطاب تسويقاً
خارجيَّاً عند بعض الحلفاء المقرَّبين من الحكومة البورميَّة، وذلك في تأييد
الحكومة البورميَّة في تنفيذ تلك المذابح، دون أن يخلَّ ذلك بالتزامهم الأخلاقيِّ
أمام المجتمع الدوليِّ.
كلمات مفتاحيَّة:
الروهينغا- خطاب الكراهيَّة- الإبادة الجماعيَّة
Abstract:
This study aims to identify the type of the discourse which is
used in the massacres of the Rohingya ethnicity and shed light on the stages
that discourse went through. In addition to that it aims to clarifies the
strageies used in each of its various stages whike revealing the impact of that
discourse on thise who are concerned with it. The study used the the snslytical
descriptive approachsnd resch through it important results represnted
in the diversity of the discourse The course focus on the features of the most.
its stages through all the figures of seech such as similes and metaphor
Finally the discourse has an impact on externalsociety and. the government.
carrying out these massacres.
Keywords:
Rohingya
- hate speech - genocide
مقدِّمة:
لا تميل النفس البشريَّة بطبعها إلى العنف
والقتل حتَّى تتعرَّض لظروف بيئيَّة عدائيَّة تجعل العنف والقتل سلوكاً مقبولاً
ومبرَّراً، وهذه البيئة العدائيَّة لا يمكن إعدادها بمعزل عن خطاب عدائيٍّ مؤثِّر
يحضُّ على الكراهيَّة والعنف، ويبرِّر لهما، وحينها توقر النفوس بالكراهيَّة
والحقد والرغبة في إلحاق الأذى بالآخر، فيصبح القتل والسحل والاغتصاب سلوكاً
متسقاً مع سياق الخطاب العدائيِّ، وذلك مثل الخطاب الذي سبق مذابح الروهينغا في
دولة ميانيمار(بورما) في العام 2017م، واستمرَّ أثناء المذابح وبعدها.
إشكاليَّة الدِّراسة:
تتمثَّل إشكاليَّة هذه الدِّراسة في كونها
تبحث في نوع الخطاب الذي يصحب المذابح كمذبحة الروهينغا، وأشكاله، ومراحله التي
مرَّ بها، والاستراتيجيَّات المستخدمة فيه، وأثره على المُستهدَف بالخطاب.
أسئلة الدِّراسة:
تحاول الدِّراسة الإجابة عن الأسئلة
التالية:
1. ما نوع الخطاب الذي
صحب مذابح الروهينغا؟
2. ما المراحل التي مرَّ
بها ذلك الخطاب؟
3. ما الاستراتيجيَّات
المستخدمة في كلِّ مرحلة منه؟
4. ما أثر الخطاب على
المُستَهدَفين به؟
أهداف الدِّراسة:
1.التَّعرُّف على نوع الخطاب المُستخدَم في تلك المذابح التي تعرَّضت لها إثنيّة
الروهينغا.
2. تسليط الضوء على
المراحل التي مرَّ بها ذلك الخطاب.
3. بيان الاستراتيجيَّات
المُستخدَمة في كلِّ مرحلة من مراحله المختلفة.
4. الكشف عن أثر ذلك
الخطاب على المعنيِّين به.
منهج الدِّراسة:
تستخدم الدِّراسة المنهج الوصفيَّ
التحليليَّ، وهو منهج مناسب لطبيعة الدِّراسة، وسيتمُّ من خلاله تقديم فكرة عامَّة
عن الخطاب المُستخدَم في مذابح الروهينغا، وذلك من خلال جمع التصريحات الصَّادرة
عن السَّاسة والقادة والجنود في دولة ميانيمار(بورما) أثناء المذابح وقبلها
وبعدها، ثمَّ ترتيب تلك التصريحات في مراحل تاريخيَّة حسب وقت صدورها (قبل- أثناء-
بعد المذابح)، ثمَّ فحص تلك التصريحات وتصنيفها وفقاً للأغرض الثانويَّة المستخدمة
فيها من: حض وكراهيَّة وتحريض على إثنيَة الروهينغا، وتبرير ذلك، أو إنكاره،
وكذلك تضليل الرأي العالميِّ. بالإضافة
إلى تتبُّع الأحداث التي تُشير إلى أثر ذلك الخطاب ودوره في تهيئة النفوس لتقبُّل
تلك المذابح، فضلاً عن دوره في التبرير والتغطية على بشاعتها.
أهميَّة الدِّراسة:
ترجع أهميَّة الدِّراسة إلى كونها تهتمُّ
بالكشف عن الدور الذي لعبه الخطاب في مذابح الروهينغا، وهو دور لا يقل جرماً عن
دور المنخرطين فعليَّاً في تنفيذ تلك المذابح بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
الدراسات السابقة:
يتسم هذا النوع من
الدراسات بالندرة، وأقرب دراسة إلى هذه الدراسة هي دارسة (مجزرة الحرم الإبراهيمي
في الخليل(خطاب مذبحة)) لعزمي بشارة،(1)التي تحدث فيها عن الخطاب
الإسرائيلي بخصوص مذبحة الخليل في شباط/ فبراير 1994م، وما تلاها من تلاعب خطابي
أدان المذبحة بطرق ملتوية، وذلك في كونه
ينسب الشر إلى مجموعة أو أفراد من المجتمع، وبراءة بقية المجتمع من ذلك، كما أظهرت
الدراسة تناقضات ذلك الخطاب، حيث يجعل من الضحية(المعتدى عليها) جلاداً ومن الجلاد
ضحية، وقد أدان اليمين اليهودي المذبحة وعدها تقصيراً من الحكومة الإسرائيلية في
حماية المستوطنين، أما اليسار -الذي يمثل النظام- فقد أدان الجريمة ونظم مظاهرة ضد
نفسه، ووصفها بأنها تشبه أفعال (حماس) والمتطرفين العرب، وعدها شيئاً دخيلاً على
المجتمع اليهودي.
تلتقي الدراستان في
الكشف عن جوانب التلاعب في خطاب المذابح، وتختلف هذه الدراسة عن الدراسة السابقة
في كونها تتتبَّع خطاب المذابح عبر مراحل تاريخية(قبل- بعد- أثناء) يمر بها
الخطاب، وكذلك في إظهارها نماذج من أساليب التلاعب في الخطاب، بالإضافة إلى بيان
أثر ذلك الخطاب على المستهدفين به.
تعريف الخطاب لغة
واصطلاحاً:
يقول ابن منظور في (اللسان) عن الخطاب:
"الخطاب والمخاطبة: مراجعة الكلام، وقد خاطبه بالكلام مخاطبة وخطابا، وهما
يتخاطبان...وخطب، بالضم، خطابة، بالفتح: صار خطيبا... والمخاطبة، مفاعلة، من
الخطاب والمشاورة.".(2) أما في الاصطلاح فله عدة تعريفات منها:
"هو كل منطوق به موجه إلى الغير بغرض إفهامه مقصوداً مفهوما.".(3)
ويدخل في معنى الخطاب -في هذه الدراسة –
أي كلام استخدم للتحريض على المذابح، أو برَّر لها، أو غطى عنها، سواء أكان ذلك
الكلام مكتوباً أو منطوقاً.
إثنية الروهينغا:
هم مجموعة عرقية آسيوية استوطنت إقليم
راكان، التابع حالياً لدولة (بورما)، وهم من السكان المسلمين في الدولة ذات
الأغلبية البوذية، الأمر الذي عرضهم للاضطهاد والقتل والتنكيل من الحكومات
المتعاقبة على الحكم في (بورما- ميانمار)، وبدأ ذلك منذ استيلاء الجنرال نيوين على
السلطة في العام 1962م، ومن مظاهر الاضطهاد التي تعرضت لها تلك الإثنية إسقاط
الهوية البورمية عنهم وعَدُّهم أجانب حسب قانون 1974م، ثم عزز ذلك الاضطهاد
بحرمانهم من العيش في بورما حسب قانون 1982م.(4) ثم تعرضت الإثنية
للمذابح أكثر من مرة، وهذه الدراسة تهتم بمراحل خطاب المذابح الذي استخدم في مذابح
تلك الإثنية في العام 2017م.
مرحلة خطاب التهيئة:
وهي المرحلة التي
يتمُّ فيها إعداد البيئة العدائيَّة التي تجعل من القتل والسحل أمراً مقبولاً أو
مبرَّراً، وذلك عن طريق خطاب عدائيٍّ مؤثِّر يحضُّ على الكراهيَّة والعنف، ويبرِّر
لهما، وذلك مثل الخطاب الذي سبق مذابح الروهينغا في دولة ميانيمار(بورما) في العام
2017م، حيث سيلاحظ من يتتبَّع المذبحة
تاريخيَّاً أنَّ إثنية الروهينغا قد
تعرَّضت لخطاب الكراهية قبل المذبحة وأثنائها، ويقصد بخطاب الكراهيَّة حسب تعريف
الأمم المتحدة في (وثيقة إستراتيجيَّة الأمم المتحدة وخطة عملها بشأن خطاب
الكراهية: "أنه أي نوع من التواصل الشفهي أو الكتابي أو السلوكي، الذي يهاجم
أو يستخدم لغة ازدرائية أو تميزية بالإشارة إلى شخص أو مجموعة على أساس الهوية،
وبعبارة أخرى، على أساس الدين أو الانتماء الإثني أو الجنسية أو العرق أو اللون أو
الأصل أو نوع الجنس أو أحد العوامل الأخرى المحدِّدة للهوية.".(5)
وقد ذكرت يانغي لي مقررة الأمم المتحدة الإنسان في ميانمار: "إن خطاب
الكراهية منتشر على" نطاق واسع في البلاد ، وخاصة ضد الروهينجا.".(6)
وقد أخذ خطاب الكراهيَّة أشكالاً عدَّة تتباين في مكوِّنات محتواها
شكلاً وتتفق مضموناً في كونها تدعو إلى كراهيَّة إثنيَّة الروهينغا والتحريض
عليهم، وهذه بعض أشكال خطاب التحريض في مرحلة التهيئة للمذابح:
التغريب:
يستخدم في هذا الشكل من الخطاب ألفاظاً
تدلُّ على إقصاء الضحية ونبذها عن مكونات
المجتمع، وعدَّها جسماً عريباً وغير مرغوب فيه، ولا مكان لها بينهم، وذلك كما في
هذا المنشور على الفيسبوك، الذي يقول فيه كاتبه:
" الكالار كالار ولا يصبحوا بورميين أبدًا".(7)
التحقير:
وهذا الشكل من
الخطاب تستخدم فيه ألفاظ مهينة، حيث تٌشبَّه فيه
الضحية بالحيوانات وتُوصَف فيه بكلِّ ما ينزع عنها صفة التكريم البشريَّة،
ومن ذلك ما جاء في منشور على فيسبوك باللغة البورميَّة يقول كاتبه فيه: "كلاب كالار غير البشرية، البنغاليون ويدمرون، أرضنا ومياهنا
وشعبنا، بحاجة إلى تدمير عرقهم.".(8)كما ذكر تقرير لوكالة رويترز للأنباء إحصائه ألف منشور يوصف فيه
الروهينغا بألفاظ مهينة مثل وصفهم بالكلاب والديدان والمغتصبين، وضرورة جعلهم
طعاماً للخنازير.(9)
التحريض على استخدام
العنف:
هو شكل من أشكال خطاب
الكراهيَّة، وهو خطاب محظور استخدامه لما يمثله من انتهاك واضح لحقوق
الإنسان، وكذلك لما له من دور في التسبُّب
في الإبادة الجماعيَّة،(10)وهذا الشكل من الخطاب يقدِّم دعوة صريحة إلى التخلص من الضحيَّة بكلِّ الطرق
المُمكنة، ومنه ما جاء في منشور على فيسبوك يقول فيه كاتبه: "يجب أن
نقتلهم بالطريقة التي انتهجها هتلر مع اليهود، اللعنة على كالارا!.".، وهذا
منشو رآخر على فيسبوك يحتوي على تحريض واضح يقول كاتبه: "اسكبوا الوقود وأشعلوا النار حتى يلاقوا
الله بشكل أسرع".(11)
يُلاحَظ فيما سبق ذكره أنَّ الأشكال الخطابيَّة
الثلاثة تختلف في بعض مفرداتها الخطابيَّة، ولكنَّها تلتقي في كونها تقدِّم خطاب
كراهيَّة يدعو إلى نبذ الضحيَّة وإقصائها بل والقضاء عليها واستئصالها.
مرحلة خطاب التنفيذ:
لقد قام بتنفيذ مذابح الروهينغا في العام
2017م جنود نظاميِّين يتبعون للفرقتين (33) مشاة و(99) مشاة، ولا يمكن لجنود الفرقتين المذكورتين
تنفيذ تلك المذابح بدون وجود خطاب رسميٍّ يأمر بذلك، ولم يتسنَّ للدراسة الاطلاع
على مكاتبات رسميَّة للجيش البورميِّ بخصوص المذابح، ولكن يمكن استنتاج مضمون
الخطاب الرسميِّ الموجَّه للجنود بخصوص تنفيذ تلك المذابح، وذلك من خلال تصرُّفات
وأقوال الجنود أثناء تنفيذ المذابح وبعدها، وهذه طائفة من الأمثلة التي توضَّح
ذلك:
1. قال أحد قادة الفرقة
(33) مشاة (التي شاركت في تنفيذ المذبحة ) لجمع من الروهينغا: "قبل أن نأتي
إلى هنا كنا على الجبهة في ولاية كاشين. وتصرفنا تصرفات غاية السوء في كاشين وهم
مواطنون. أما أنتم فلستم مواطنين ولذا بوسعكم أن تتصورا كيف سنتصرف.".
2. كتب اللفتنانت كي
نيان (ضابط بالفرقة (33) مشاة) في منشور على صفحته على فيسبوك وهو مستقلٌّ الطائر
إلى راخين لتنفيذ المذابح: "إذا كانوا بنغاليين فالقتل مصيرهم.".
3. قال أحد الضباط
المشاركين في المذبحة: "أنهم جاءوا لتطهير المنطقة واجتثاث الإرهابيين
والمجرمين.".
4. قال أحد الناجين من
المذبحة أن جنديَّاً قال له أثناء التعذيب: "الحكومة المركزية أرسلتنا خصيصاً
لقتلكم أيها البنغاليين.".(12)
5. قال أحد الجنود عن
وصف الطريقة التي يقتلون بها الروهينغا (قطع الرءوس): "هل تعرف لماذا لم اشتك
حينها عندما كان علينا قطع الجثث؟ لأن تلك تعليمات رؤسائنا ولم أرغب في تحديها.
على خلاف ذلك ليست هنالك حاجة لقطع رؤوسهم.".(13)
يتضح من الأمثلة السابقة وجود خطاب رسميٍّ
يدعو إلى تنفيذ المذابح بكلِّ وضوح، وقد تضمَّن ذلك الخطاب أوامر واضحة بقتل
الروهينغا بأعنف طريقة(قطع الرؤوس)، كما تضمَّن الخطاب مبرِّرات عدَّة لتنفيذ ذلك،
إذ أوحى للجنود بأنَّهم في حالة دفاع عن الوطن ضد الإرهابيين الأجانب(الروهينغا)، وقد
استطاع ذلك الخطاب التأثير على الجنود، فنفذوا تلك المذابح بكلِّ أريحيَّة، كما
استفاد خطاب التنفيذ في تأثيره من الأرضيَّة
التي وفَّرها له خطاب التهيئة، الأمر الذي جعل الجنود ينفذون تلك المذابح دون أدنى
اعتراض، تشجِّعهم على تنفيذها بيئة مشحونة بخطاب الكراهيَّة ضد الروهينغا.
مرحلة خطاب التغطية:
وهو خطاب يتزامن مع خطاب التنفيذ من
حيث التوقيت، فإذا كان خطاب التنفيذ موجَّه إلى الجبهة الداخليَّة فإنَّ خطاب
التغطية موجَّه بالأساس إلى الجبهة الخارجيَّة، وذلك لأنَّ بعض المذابح قد يكون
لها صدى دوليَّاً أحياناً، الأمر الذي يحتِّم على أجهزة الدولة المُمارِسة للمذابح
تقديم خطاب يتصدى للنقد والإدانة التي تتعرَّض له بخصوص تلك المذابح، ويمكن وصف
خطاب التغطية بالخطاب المخادع، وخطاب المخادعة هو نوع من الخطاب الذي يلجأ إليه
الساسة لتفادي انتقادات الخصوم، وتجنُّب آثار الضغط الإعلاميِّ، وما يترتَّب عليه
من ضغط لحركات اجتماعيَّة يتحتَّم على السياسيِّ تفاديها،(14)وقد اتبع
خطاب التغطية عدَّة استراتيجيَّات مخادعة منها:
1. إستراتجيَّة الصمت: وهي طريقة يلجأ إليها الساسة أحياناً، فلا يلقون بأيِّ تصريحات
بخصوص الأحداث والأمور التي تتطلَّب التصريح بخصوصها،(15)وقد التزمت حكومة ميانمار تلك الإستراتيجيَّة في بداية المذابح، فلم
تصرَّح رئيسة الدولة بأيِّ تصريح فيما
يتعلَّق بتلك المذابح، ولكن في النهاية اضطرت إلى التصريح بعد تعرضها للضغط من
قِبَل الإعلام والرأي العام العالميِّ، وكان
أوَّل خطاب لها للشعب البورميِّ عن ذلك
بتاريخ 19/9/2017م ،(16)أي بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من بداية المذابح
في 27/8/2017م.
2. إستراتيجيَّة
الإنكار: تتَّبع هذه
الإستراتيجيَّة عندما تريد الدولة التنصُّل من بعض الأحداث التي كان لها دور في
حدوثها،(17)ونتيجة للضغط الإعلاميِّ الذي جعل من المذابح قضية رأي
عامٍّ عالميٍّ- اضطرت حكومة بورما(ميانمار) إلى التخلِّي عن إستراتيجيَّة الصمت،
والعدول إلى إستراتيجيَّة الإنكار، فظهرت التصريحات التي تُنكِر وجود المذابح على
أرض الواقع، وهذه طائفة من تلك التصريحات:
1. أنكرت رئيسة بورما
تلك المذابح في مكالمة هاتفيَّة لها مع الرئيس التركيِّ رجب طيب أوردغان، ووصفت ذلك بالمعلومات
المضلِّلة التي خلقت تعاطفاً عالمياً مع الروهينغا، وأنَّ ذل التعاطف
يغذيه"كم هائل من المعلومات المضللة التي أعدت لخلق الكثير من المشكلات بين
مختلف المجموعات ولمصلحة الإرهابيين.".(18)
2. حاولت رئيسة بورما أن تنكر تلك المذابح والتهجير اللذين تعرَّضت لهما إثنية الروهينغا، فقالت في أوَّل خطاب لها عن ذلك
بتاريخ 19/9/2017م : "نريد أن نعرف لماذا يحدث هذا النزوح الجماعي.".(19)
3. كما أنكر قائد الجيش
البورميِّ تلك المذابح، وبرَّر فرار الناجين من الروهينغا بقوله: "البنغاليون
المحليون شاركوا في الهجمات بقيادة جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان. هذا قد يكون
سبب فرارهم مع شعورهم بعدم الأمان.".(20)
3. إستراتيجيَّة المصلحة
العليا: يلجأ الساسة إلى الكذب
والتضليل بصنع خرافة قوميَّة يكذبون بها على الشعوب بغرض تحريضهم على خوض الحرب دفاعاً عن الوطن،(21)ويستخدم
الساسة في ذلك الكذب إستراتيجيَّة المصلحة العليا للدولة، لتبرير الأحداث التي
يصعب تبريرها بشيء آخر (22)وقد استخدمت المؤسسة العسكريَّة البورميَّة
تلك الإستراتيجيَّة لتبرير تلك المذابح، حتى توحي للرأي العام الداخليِّ
والخارجيِّ أنَّ ما تقوم به من مذابح هو مواجهة مع عدو يهدِّد وجود الشعب
البورميِّ، وهذه طائفة من خطابات المؤسَّسة العسكريَّة البورميَّة في تلك المدة:
1. قال قائد الجيش
البورميِّ مين أونغ هلاينغ في بداية المذابح: "المشكلة البنغالية مشكلة قائمة
منذ مدة طويلة وقد أصبحت مهمة لم تكتمل.".( 23)
2. كما قال أيضاً أثناء
المذابح : "يطالبون بالاعتراف بهم كروهينغا، الجماعة لم تكن يوما مجموعة إثنية
في ميانمار. قضية البنغاليين وطنية ونحتاج إلى الوحدة لجلاء الحقيقة.".(24)
3. وقد وصف قائد الجيش
الروهينغا بصنيعة المستعمر البريطانيِّ، وذلك في لقاء له مع السفير الأمريكيِّ
سكوت مارسيل، ونشر ذلك في صفحته على فيسبوك: "ميانمار لم تدخل البنغاليين
وإنما أدخلهم المستعمرون.". (25)
يلاحظ في التصريحات أعلاه أنَّها تتَّخذ
من إستراتيجيَّة المصلحة العليا للدولة وسيلة لتبرير المذابح التي مُورِسَت على
الروهينغا، وذلك استناداً على ترويج معلومات مضلِّلة تصنِّف الروهينغا بالأجانب
البنغاليِّين، ليوحي ذلك بأنَّ من حقِّ دولة بورما(ميانمار) الدفاع عن أرضها
وشعبها بأيِّ وسيلة كانت، حتى لو أدَّى ذلك إلى إبادة العدو الأجنبيِّ المُفترَض(الروهينغا).
مرحلة خطاب التسوية:
فشل خطاب التغطية بكلِّ إستراتيجيَّاته
المختلفة في تضليل الرأي العام العالميِّ لوقت طويل، كما تعرَّضت بورما(ميانمار)
لضغوطات سياسيَّة وحقوقيَّة من المجتمع الدوليِّ، الأمر الذي جعل النظام البورميَّ
يغيِّر خطابه عن مذابح الروهينغا، فلجأ إلى التسوية وتهدئة الأمور، واتخذ خطاباً
جديداً مراوغاً، وكان ذلك الخطاب يقوم على الموازنة بين ما روَّج له في الجبهة
الداخليَّة من خطاب كراهيَّة وإقصاء للروهينغا، وبين ما يطلبه المجتمع الدوليُّ من
اعتراف صريح بتلك المذابح ومحاسبة المتورِّطين فيها، فكان خطاب التسويَّة البورميِّ
يتردَّد في منطقة وسطى بين المَطلبَينِ
الداخليِّ والخارجيِّ دون أن يقترب من كلٍّ منهما بشكلٍّ كافٍ، وهذه طائفة من تصرُّفات
وتصريحات الحكومة البورميَّة توضَّح خطاب التسوية:
1. في إحدى جلسات نظر
قضيَّة الروهينغا أمام محكمة العدل الدوليَّة بتاريخ 12/12/02019م- أقرَّت رئيسة بورما(ميانمار) باستخدام قوة عسكريَّة غير
متناسبة، وربما يكون قد قُتَل مدنيّون في
تلك الحملة، ولا يمكن أن يوصف ذلك بالإبادة الجماعيَّة، وقالت: "إن ميانمار
تتخذ خطوات لمعاقبة الجنود المسؤولين.".(26)
2. شكَّلت حكومة بورما (
ميانمار) للتحقيق في الانتهاكات التي تعرَّضت لها إثنيَّة الروهينغا في حملة
2017م، وقد خلصت تلك اللجنة في تقريرها إلى أنَّ: "عناصر من قوات الأمن
استخدموا ضد أفراد من الروهينغا القوة المفرطة وارتكبوا بحقِّهم جرائم حرب
وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك قتل قرويين أبرياء وتدمير
منازلهم." ولكن مع ذلك لا ترقى هذه الجرائم إلى الإبادة الجماعيَّة (حسب
تقرير اللجنة).(27)
التلاعب في خطاب
المذابح:
تتمايز نصوص خطاب المذابح في بعض الخصائص
الأسلوبيَّة بين كلِّ مرحلة وأخرى منه، ففي مرحلة التهيئة يكون الخطاب حافلاً
بالصور البيانيَّة، وذلك كما يلي:
1. التشبيه: ويقصد به
عند البلاغيين: "مشاركة أمر لآخر في معنى"(28)
ومن التشبيهات المستخدمة في خطاب التهيئة ما جاء في هذا المنشور:
" الكالار
كالار ولا يصبحوا بورميين أبدًا".(29) يلاحظ في هذا المثال أنَّ
الكاتب قد استخدم التشبيه البليغ في صورة المبتدأ والخبر في قوله: "الكالار كالار" حيث أطلق
لفظ(الكالار) لوصف الروهينغا، وهي كلمة مسيئة تدلُّ على الاحتقار، ثمَّ شبَّههم
بـ(الكالار)، وكأنَّما يريد أن يؤكِّد أنَّهم ليسوا بورميِّين. ومنه أيضاً ما جاء
في منشور لكاتب آخر فيسبوك: "كلاب كالار غير البشرية، البنغاليون ويدمرون،
أرضنا ومياهنا وشعبنا، بحاجة إلى تدمير عرقهم.". وفي هذا المنشور استخدم
التشبيه البليغ في صورة المضاف والمضاف إليه في قوله: "كلاب كالار" حيث
أطلق الكاتب لفظ (الكالار)على الروهينغا، ثمَّ شبَّههم بالكلاب.
2. الكناية:
وهي"لفظ أُرِيْدَ به لازم معناه مع
جواز معناه.".(30)ومن الكنايات المستخدمة في خطاب التهيئة الكناية
عن القتل بملاقاة الله، وذلك كما ورد في منشور على فيسبوك يحرِّض على كراهيَّة
الروهينغا، يقول كاتبه فيه: "اسكبوا
الوقود وأشعلوا النار حتى يلاقوا الله بشكل أسرع".(31) حيث كنَّى
الكاتب عن قتل الروهينغا بملاقاة الله، فملاقاة الله يلزم منها الموت، وهنا يقصد
الكاتب الموت قتلاً.
2. الاستعارة: وتعني عند
علماء البلاغة كلَّ
لفظ استعمل في غير ما وضع له، مع قرينة مانعة تمنع من إرادة المعنى الأصليِّ،(32)ومن الاستعارة في خطاب الكراهيَّة ما جاء في تعليق لأحد
البورميِّين على منشور لضابط بورميِّ كتبه في طريقه إلى راخين، وقد كتب الضابط عن
تناوله الكعكة في الطائرة، فعلَّق أحد أصدقائه بقوله: "هل ستأكلون
لحماً بنغالياً؟".(33)حيث
شبَّه القتل بالنار التي تأكل اللحم، ثم حذف المشبَّه به ورمز إليه بشيء من لوازمه
(الأكل) على سبيل الاستعارة المكنيَّة.
و قد لعبت هذه الصور
البيانيَّة من تشبيهات وكناية واستعارات دوراً كبيراً في تلطيف خطاب الكراهيَّة،
وتقديمه في قالب مغلَّف بروح الدعابة و يتسم بالخيال، على الرغم من فظاظة وقسوة
محتوى ذلك الخطاب المثير للكراهيَّة.
أمَّا في مرحلة التنفيذ
فيأخذ أسلوب الخطاب الطابع الإنشائيَّ، ويقصد بالإنشاء عند البلاغيِّين الكلام
الذي لا يحتمل الكذب أو الصدق لذاته، فإن كان يستدعي مطلوباً غير موجود وقت الطلب
فهو إنشاء طلبيٌّ، وإن لم يكن يستدعي مطلوباً فهو إنشاء غير طلبيٍّ،(34)ويُعدُّ
الأمر من الإنشاء الطلبيِّ، وهو طلب فعل الشيء على وجه الاستعلاء،(35)وعلى الرغم من أنَّ الدراسة لم تتمكَّن من الحصول
على وثائق رسميَّة للجيش البورميِّ إلا أنَّه يمكن تصوَّر ذلك الخطاب من خلال
تصريحات الجنود والضباط المشاركين في تلك المذابح، حيث أظهر مقطع فيديو ثلاثة من
جنود الجيش البورميِّ يتحدثون عن دورهم في قتل الروهينغا، وقد ذكر أحد الجنود أنَّ
قائده قد أمرهم بتقطيع الجثث إلى ثلاثة أجزاء،(36)ويبدو أنَّ تنفيذهم
تلك المذابح بكلِّ احترافيَّة ودون تردُّد يدلُّ على طغيان صيغة الأمر في ذلك
الخطاب، حيث جرت العادة بين الجنود على تنفيذ الأوامر دون مناقشة، ولكن ذلك لا
يخلو أيضاً من خطاب الكراهيَّة ضد الروهينغا، الذي يشحن الجنود بالروح الوطنيَّة
المتَّقدة في سبيل التضحية من أجل الوطن، وتصوير الروهينغا على أنَّهم أجانب
وإرهابيِّين وخطر على المجتمع البورميِّ.
أمَّا التلاعب في خطاب التغطية فيتميَّز
بطابعه الإنكاريِّ، فبدلاً من الحديث عن وجود المذابح من عدمها يلجأ إلى الاستفاضة
في الحديث عن مشكلة قوميَّة من وجهة نظر الحكومة البورميَّة،(37)و يلجأ
خطاب التغطية أحياناً إلى حيل لغويَّة للإنكار، فبدلاً من إنكار تلك المذابح
مباشرة يعمد الخطاب إلى التشكيك في الاتهام بالمذابح، ومن ذلك ردُّ مندوبة بورما
في الأمم المتحدة على التقرير الذي رفعه محققو الأمم المتحدة بشأن تلك المذابح،
حيث ذكرت المندوبة البورميَّة أنَّ حكومتها ستجري تحقيقاً مستقلَّاً، وسيقدِّم ذلك
التحقيق رداً كافياً على كلِّ"الادعاءات الكاذبة التي تصنعها وكالات الأمم
المتحدة وهيئات دولية أخرى.".
كما
يلجأ خطاب التغطية إلى حيلة أخرى تتمثَّل في التشكيك في توقيت الاتهام بتلك
المذابح، ومن ذلك قول مندوبة بورما عن تقرير الأمم المتحدة: "الوقت الذي تم
اختياره لنشر هذا التقرير عشية اجتماع لمجلس الأمن يثير تساؤلات خطيرة.".(38)
أمَّا التلاعب في خطاب التسوية فيلجأ إلى
طرق وحيل لغويَّة تضمن له التواجد في منطقة رماديَّة بين الاعتراف بالمذابح
وإنكارها، ومنها طريقة تجميل الصورة، وهي أحدى طرق الإنكار حيث أنَّ"الإنكار
يمكن أن يُعبَّر عنه بشتى أنماط تلطيف
الصورة، كالتخفيف من شدَّة الحدث أو التقليل من أهميَّته بواسطة عبارات التلطيف أو
بتعبيرات الإطناب الأخرى التي تقلِّل من شأن الفعل نفسه أو مسؤولية المتهم.".(39)ومن ذلك قول رئيسة بورما بعد الضغوطات السياسيَّة التي تعرَّضت لها:
"إن ميانمار تتخذ خطوات لمعاقبة الجنود المسؤولين.".(40)
يلاحظ في التصريح السابق لزعيمة بورما أنَّها حاولت أن تقلِّل من حدود مسؤوليَّة
الدولة عن تلك المذابح، وتجعلها تصرفات فرديَّة من الجنود، وأنَّهم سيخضعون
للمحاسبة، كما تظهر طريقة تلطيف الصورة بوضوح في تقرير اللجنة الداخليَّة
البورميَّة للتحقيق في تلك المذابح، حيث خلصت في تقريرها إلى أنَّ: "عناصر من
قوات الأمن استخدموا ضد أفراد من الروهينغا القوة المفرطة وارتكبوا بحقِّهم جرائم
حرب وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك قتل قرويين أبرياء وتدمير
منازلهم." ولكن مع ذلك لا ترقى هذه الجرائم إلى الإبادة الجماعيَّة (حسب
تقرير اللجنة).(41)
فظاهر هذا التقرير
اعتراف بقتل الروهينغا، ولكنه اعتراف مراوغ للتخفيف من نوعيَّة الجريمة، فاعترف
التقرير بوجود قتل وحرق وانتهاكات لحقوق الإنسان، بجانب استخدام مفرط للقوَّة من
قوات الأمن، وهذا الاعتراف بكلِّ هذه الجزئيَّات من الجرائم الغرض منه الإفلات من
الاتهام بارتكاب جريمة الإبادة جماعيَّة للروهينغا، وحتى يُعطي التقرير شيء من
المصداقيَّة تمَّ الإقرار بتلك الجرائم المذكورة سابقاً، وفي هذا تلاعب في منطقة
وسطى بين الاعتراف والإنكار.
أثر خطاب المذابح على
المُستَهدَفِيْنَ به:
انتشر خطاب الكراهيَّة بأشكاله المختلفة
في بورما قبيل المذابح وأثنائها عبر منشورات على موقع فيسبوك، وكانت تلك المنشورات
من الكثافة والانتشار بما يوحي بوجود جهة منظَّمة تعمل على تأليفها ونشرها، وليست
مجرَّد منشورات فرديَّة تمثِّل كاتبيها، وقد تحصَّلت آلية التحقيق المستقلَّة
التابعة للأمم المتحدة على ملايين المنشورات على فيسبوك، وفيها ترويج لخطاب
الكراهيَّة ضد الروهينغا، وكانت تلك الشبكة(فيسبوك) تحت سيطرة الجيش في بورما،
يقول نيكولاس كومجيان رئيس آليَّة التحقيق: "المنشورات من هذه الحسابات
العسكرية أثارت الخوف في النفوس والكراهية تجاه الروهينجا.".(42)وقد
كان لتلك المنشورات المحمَّلة بخطاب الكراهيَّة الموجَّه ضد الروهينغا أثرها في
تقبُّل المذابح التي مُورِسَت بحقِّهم،
وتقبُّلها من بقيَّة المكوِّنات الأخرى للشعب البورميِّ، ويرجع ذلك إلى أنَّ
عقليَّة الجماهير تتأثَّر بالخطاب التحريضيِّ أيَّاً كان نوعه، فيكون لذلك الخطاب
أثره في توجيه الجمهور نحو الوجهة المعيَّنة بكلِّ قوة واندفاع، يقول غوستاف لوبون
مؤلف كتاب (سيكولوجية الجماهير) عن عقلية الجمهور: "إن الجمهور يمكنه بسهولة
أن يصبح جلاداً، ولكن يمكنه بنفس السهولة أن يصبح ضحية وشهيداً".(43)وفي
حالة جمهور الشعب البورميِّ ، نجده قد تشبَّع من خطاب الكراهيَّة الموجَّه ضد
الروهينغا، الأمر الذي جعل مكونات الشعب البورميِّ الأخرى لا تتقبَّل تلك المذابح
فحسب بل أصبحت منخرطة في تلك المذابح قولاً وفعلاً، نفسها كاملة، وهذه طائفة من
تصرُّفات وأقوال لمواطنين بورميِّين موجَّهة ضد الروهينغا:
1. كتب اللفتنانت كي نيان (ضابط بالفرقة 33 مشاة التي نفذت المذبحة)
في منشور على صفحته على فيسبوك: "في طائرتنا لا بد أن نأكل الكعكة.".
فعلَّق أحد أصدقائه على المنشور بقوله: "هل ستأكلون لحماً بنغالياً؟"
فردَّ الضابط: "أياً كان يا رجل.". كما علَّق صديق آخر للضابط على
المنشور نفسه بقوله: "اسحق الكالار يا صديقي.". فردَّ الضابط:
"سأفعل ذلك.".
2. كتب الجندي ساي سيت ثواي أونج(جندي مشارك في مذبحة راخين) على
صفحته في فسيبوك منشوراً يحذِّر فيه من سمَّاهم الكلاب المسلمين: "سأقوم بتحصيل
دين دم الناس بكل اشتياق.". فحظي ذلك المنشور بألف إشارة إعجاب، وكان من ضمن
التعليقات على ذلك المنشور هذا التعليق: "اقتل الملاعين.".
3. استقبال الجنود المشاركين في المذبحة استقبال الفاتحين الأبطال،
وقد نشر الجندي ساي سيت صوراً له ولزملائه وأكاليل الزهور تحيط بأعناقهم في وسط
حشود من الجماهير، وقد علَّق أحد أصدقائه على تلك الصور بقوله: "فخور بك لطرد
الكلاب الكالار.".(44)
يتضح
من الأمثلة السابقة أنَّ الجنود البورميين قد ارتكبوا تلك المذابح في وسط قبول
شعبيٍّ يشجعهم على ذلك ويحضَّهم عليه، بل ويكرِّمهم على تلك المذابح، وهذا يعني
أنَّ خطاب الكراهيَّة السابق والمُصاحِب لتلك المذابح قد لعب دوراً فاعلاً في
ارتكاب تلك المذابح والتبرير لها، كما هيَّأ النفوس لتقبُّلها، وأصبح الضحايا في
نظر الشعب البورميِّ مجرد أجانب يجب قتلهم وطردهم عند بعض البورميِّين، ومجرد كلاب
وحشرات وديدان في نظر بعضهم الآخر، ولا أحد سيشعر بالذنب لسحق تلك الكلاب والحشرات
والديدان المزعومة، لذلك مرَّت تلك المذابح في الداخل دون أن تحصل على إدانة من
الشعب البورميِّ على مستوى الأفراد، وكذلك كان التجاهل واللامبالاة هو السلوك
السائد على مستوى المنظَّمات المجتمعيَّة البورميَّة.
أمَّا خطاب التغطية فإنَّه لم ينطلِ على
المجتمع الدوليِّ، ولكنه وجد قبولاً وانتشاراً من قبل حلفاء الحكومة البورميَّة،
ومن ذلك ترديد الصين لمحتوى خطاب التغطية على المذابح، الذي روَّجت له الحكومة
البورميَّة، وكان فحواه أنَّها تتصدَّى للإرهابيِّين، وتماثلت تصريحات السفير
الصينيِّ مع ذلك الخطاب، ومن ذلك تصريحه لصحيفة (جلوبال نيو لايت أوف ميانمار):
"موقف الصين تجاه الهجمات الإرهابيَّة في راخين واضح. هذا ما هو إلا شأن
داخلي.". بل بدا مدافعاً عن تلك المذابح بذات الخطاب حيث قال: "الهجمات
المضادة التي تشنها قوات أمن ميانمار على الإرهابيين المتطرفين وتعهدات الحكومة
بتقديم العون للناس محل ترحيب.".(45)يلاحظ في خطاب السفير الصيني
أنَّه قد استفاد من مبررات خطاب التغطية
على المذابح، الذي روَّجت الحكومة البورميَّة،كما استخدم ذات الحجج الواردة فيه في
سبيل الدفاع عن مصالح الصين مع النظام البورميِّ، دون أن يخلَّ ذلك بالتزاماتهم
الحقوقيَّة أمام المجتمع الدوليِّ، وذلك بالإيحاء بأنَّ الصين تقف مع بورما في
مواجهة الإرهاب الداخليِّ الذي تتعرَّض
له.
الخاتمة:
توصَّلت الدراسة إلى
نتائج مهمَّة تتمثَّل في الآتي:
1. خطاب المذابح هو خطاب
ذو طابع إقصائيٌّ ممنهج يهدف إلى التحريض على القتل الجماعيِّ وشرعنته والتبرير له
والدفاع عنه، ولا يسير هذا الخطاب على وتيرة واحدة، بل يمرُّ بمراحل عدَّة تختلف
فيها مفرداته ومضمونه من مرحلة لأخرى، والمراحل التي يمرٌّ بها الخطاب هي: مرحلة
التهيئة، ومرحلة التنفيذ، ومرحلة التغطية، ومرحلة التسوية.
2. يأخذ خطاب المذابح
أشكالاً عدَّة في بعض المراحل، كما يتَّبع إستراتيجيَّات مختلفة في بعضها الآخر،
ففي مرحلة التهيئة يأخذ الخطاب طوراً شكل التغريب حيث يعمل على تصوير الضحايا في
مظهر الأجانب، وطوراً يأخذ شكل التحقير حيث يقلِّل من المنزلة البشريَّة للضحايا
بتصوريهم على شكل حشرات أو ديدان، هذا بالإضافة إلى شكل التحريض الذي يدعو إلى
العنف والاعتداء على الضحايا دون رحمة، أمَّا في مرحلة التغطية- والمذابح في
أوجها- فيستخدم الخطاب إستراتيجيَّات مختلفة كإستراتيجيَّة الصمت، وذلك كما في
بداية المذابح، أو إستراتيجيَّة الإنكار في مواجهة الجبهة الخارجيَّة، أو
إستراتيجيَّة المصلحة العليا لتسويق المذابح وتبريرها في الجبهة الداخليَّة.
3. تتمايز نصوص خطاب
المذابح في بعض الخصائص الأسلوبيَّة بين كلِّ مرحلة وأخرى منه وإن كان التلاعب هو
السمة السائدة في ذلك الخطاب، ففي مرحلة التهيئة يكون التلاعب في الخطاب عن طريق
التشبيهات والكنايات والاستعارات بغرض
تزيين جريمة المذابح والترغيب فيها، أمَّا خطاب التغطية فيتميَّز بطابعه
الإنكاريِّ، فبدلاً من الحديث عن وجود المذابح من عدمها يلجأ الخطاب إلى الاستفاضة
في الحديث عن مشكلة قوميَّة من وجهة نظر الحكومة البورميَّة، أو التشكيك في وقوع المذابح
أحياناً، أو التشكيك في توقيت الاتهام بتلك المذابح أحياناً أخرى، أمَّا التلاعب
في خطاب التسوية فيلجأ إلى طرق وحيل لغويَّة تضمن له التواجد في منطقة رماديَّة
بين الاعتراف بالمذابح وإنكارها، فهو يعترف بوقوع جرائم ما، ولكنَّه يجعلها مجرد
تصرُّفات فرديَّة، وسيُحاسَب مرتكبوها، ويؤكِّد أنَّها لا ترقى إلى درجة الإبادة
الجماعيَّة.
4. لعب خطاب الكراهيَّة
السابق والمُصاحِب لتلك المذابح قد دوراً فاعلاً في ارتكاب تلك المذابح والتبرير
لها، كما هيَّأ النفوس لتقبُّلها، وأصبح الضحايا في نظر الشعب البورميِّ مجرد
أجانب يجب قتلهم وطردهم عند بعضهم ومجرد كلاب وحشرات وديدان في نظر بعضهم الآخر، الأمر
الذي أدَّى في النهاية إلى تجاهل تلك
المذابح وعدم إدانتها من قِبَل المجتمع البورميِّ ولا حتى على مستوى منظَّمات
المجتمع المدنيٍّ في بورما.
5. كما استفاد حلفاء الحكومة البورميَّة من خطاب
التغطية في التبرير لتلك المذابح، دون أن يخلَّ ذلك بالتزاماتهم الحقوقيَّة أمام
المجتمع الدوليِّ، وذلك كما فعلت الصين في الترويج لخطاب الحكومة البورميَّة،
ومناصرتها في مواجهة الإرهاب
الداخليِّ الذي تتعرَّض له.
____________________
(1)
بشارة، عزمي. (1994). مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل (خطاب مذبحة). مجلة
الدراسات الفلسطينية، المجلد 5، العدد 17، ص 47.
(2) ابن منظور، محمد بن مكرم. لسان العرب.(بدون تاريخ). بيروت: دار صادر.
مادة (خطب).ج١. ص ٣٦١.
(3) مشبال، محمد. البلاغة
وأنواع الخطاب. (2017). القاهرة: رؤية للنشر. ص 369.
(4) مديرية الدراسات
الإستراتيجية.(2017). مأساة مسلمي الروهينغا في ميانمار. بيروت: المركز
الاستشاري للدراسات والتوثيق. ص (1- 10).
(5)
الأمم المتحدة. (مايو 2019). وثيقة إستراتيجيَّة الأمم المتحدة وخطة عملها بشأن
خطاب الكراهية.
(6) موقع الأمم المتحدة، "خطاب الكراهية ضد الروهينجا يصل
إلى التحريض على أعمال عدائية"، موقع الأمم المتحدة، تاريخ النشر: ٢٦/١٠/٢٠١٧ ، تاريخ المشاهدة:
٢٥/١١/٢٠٢٢ م ، الرابط:
https://news.un.org/ar/story/2017/10/284512
(7) ريتشارد لويد باري ،
"لدوره في الإبادة .. الروهينغا يطالبون فيسبوك بتعويض قيمته ١٥٠
مليار"، ترجمة: نون بوست ، موقع نون بوست ، تاريخ النشر: ٨/١٢/٢٠٢٢ م ،
تاريخ المشاهدة: ٢٠/١١/٢٠٢٢ م ،
الرابط:
https://www.noonpost.com/content/42588
(8) ريتشارد لويد باري ،
"لدوره في الإبادة .. الروهينغا يطالبون فيسبوك بتعويض قيمته ١٥٠
مليار"، ترجمة: نون بوست ، موقع نون بوست ، تاريخ النشر: ٨/١٢/٢٠٢1 م ،
تاريخ المشاهدة: ٢٠/١١/٢٠٢٢ م ،
الرابط:
https://www.noonpost.com/content/42588
(9) ستيف ستيكلو، "فيسبوك
يلغي خاصية ترجمة البريد الإلكتروني بعد تقرير لرويترز عن رويترز عن رويترز عن
الكراهية بحق الروهينجا" ، موقع رويترز ، تاريخ النشر: ٦/٩/٢٠١٨ م ،
تاريخ المشاهدة: ٢٢/١١/٢٠٢٢ م ، الرابط:
https://www.reuters.com/article/facebook-burma-translation-ea6-idARAKCN1LM299
(10) العمري، خيرية علي. (1443). سبل مواجهة
خطاب الكراهية. الرياض: مشروع سلام
للتواصل الحضاري. ص 13- 17.
(11) ريتشارد لويد باري ، "لدوره في الإبادة .. الروهينغا
يطالبون فيسبوك بتعويض قيمته ١٥٠ مليار"، ترجمة: نون بوست ، موقع نون
بوست ، تاريخ النشر: ٨/١٢/٢٠٢٢ م ، تاريخ المشاهدة: ٢٠/١١/٢٠٢٢
م ، الرابط:
https://www.noonpost.com/content/42588
(12) سايمون لويس
وآخرون ، "تقرير خاص- وحدات تخزين خاصة وراء طرد الروهينجا من ميانمار
"، موقع رويترز، تاريخ النشر: ٢٧/٦/٢٠١٨ م ، تاريخ المشاهدة: ٢٣/١١/٢٠٢٢
م ، الرابط:
https://www.reuters.com/article/myanmar-rohingya-battalions-ia5-idARAKBN1JN2KP
(13) جهاد بالكحلاء، "قوات ميانمار
تتبادل قصص ذبح الروهينجا بمقطع مسرب(فيديو)"، موقع عربي 21، تاريخ
النشر: 24/6/2022م، تاريخ المشاهدة: 22/11/2022م، الرابط:
https://m.arabi21.com/Story/1446274
(14) شارودو، باتريك.(2019). الخطاب السياسي
أو سلطة اللغة. ترجمة: مصطفى القلعي. مؤمنون بلا حدود للنشر والأبحاث.ص 10.
(15) المرجع السابق. ص
11.
(16) موقع دوتش فيله
بالعربية، "زعيمة ميانمار تندد لأول مرة بالانتهاكات ضد الروهينغا"، موقع
دوتش فيله بالعربية، تاريخ النشر: 19/9/2017م، تاريخ المشاهدة: 22/11/2022م،
الرابط:
https://m.dw.com/ar/ زعيمة-ميانمار-تندد-لأول-مرة-بالانتهاكات-ضد-الروهينغا
/ a-40572562
(17) شارودو. الخطاب السياسي أو سلطة اللغة. ص
11.
(18) موقع swissinfo،
أحد المواقع التابعة لهيئة الإذاعة
والتلفزيون السويسرية، "أونغ سان سوتشي
تنتقد "المعلومات المضللة" حول أزمة الروهينغا في بورما"،
موقع ، تاريخ النشر: ٦/٩/٢٠١٧ م ، تاريخ المشاهدة: ٢٢/١١/٢٠٢٢ م ، الرابط:
(19) جون سيفتون، "آن
الأوان لفرض عقوبات على جنرالات ميانمار"، موقع منظمة هيومن رايتس ووتش،
تاريخ النشر: 27/9/2017م، تاريخ المشاهدة: 22/11/2022م، الرابط:
https://www.hrw.org/ar/news/2017/09/27/309426
(20) موقع صحيفة الشرق
الأوسط ، "قائد جيش ميانمار: الروهينغا ليسوا سكانا أصليين"،
موقع صحيفة الشرق الأوسط ، ١٢/١٠/٢٠١٧ م ، تاريخ المشاهدة: ٢٢/١١/٢٠٢٢ م ، الرابط:
https://aawsat.com/home/article/1050206/
قائد-جيش-ميانمار-الروهينغا-ليسوا-سكاناً-أصليين
(21) ميرشامير، جون جي. (2016). لماذا يكذب القادة والزعماء. ترجمة: عبد
الفتاح عمورة. دمشق: دار الفرقد للطباعة والنشر. ص47.
(22) شارودو. الخطاب
السياسي أو سلطة اللغة. ص 12.
(23) سايمون لويس وآخرون ،
"تقرير خاص- وحدات تخزين خاصة وراء طرد الروهينجا من ميانمار "، موقع
رويترز، تاريخ النشر: ٢٧/٦/٢٠١٨ م ، تاريخ المشاهدة: ٢٣/١١/٢٠٢٢ م ، الرابط:
https://www.reuters.com/article/myanmar-rohingya-battalions-ia5-idARAKBN1JN2KP
(24) موقع الجزيرة نت، "جيش
ميانمار مسلمو الروهينغا ليسوا منا"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر:
17/9/2017م، تاريخ المشاهدة: 22/11/2022م، الرابط:
(25) موقع يورو نيوز، "قائد
جيش ميانمار: الروهينغا صنيعة المستعمر البريطاني"، موقع يورو نيوز،
تاريخ النشر: 12/10/2017م، تاريخ المشاهدة: 22/11/2022م، الرابط:
(26)
موقع سكاي نيوز ، "زعيمة ميانمار عن" مذابح الروهينجا ": مقاطع
فردية" ، موقع سكاي نيوز ، تاريخ النشر: ١٢/١٢/٢٠١٩ م ، تاريخ المشاهدة:
٢٢/١١/٢٠٢٢ م ، الرابط:
https://www.skynewsarabia.com/world/1304614- زعيمة-ميانمار-مذابح-الروهينغا
(27) موقع يورو نيوز، "لجنة
تحقيق من ميانمار: لا إبادة ارتكبت بحق الروهينغا بل جرائم حرب"، تاريخ
النشر: 21/1/2021م، تاريخ المشاهدة: 22/11/2022م، الرابط:
https://arabic.euronews.com/2020/01/21/myanmar-investigation-committee-no-genocide-committed-against-rohingya-war-crimes
(28) القزويني، محمد بن عبد
الرحمن. (2003). الإيضاح في علوم
البلاغة. بيروت: دار الكتب العلمية. ص 164.
(29) ريتشارد لويد باري
، "لدوره في الإبادة .. الروهينغا يطالبون فيسبوك بتعويض قيمته ١٥٠
مليار"، ترجمة: نون بوست ، موقع نون بوست ، تاريخ النشر: ٨/١٢/٢٠٢٢ م ،
تاريخ المشاهدة: ٢٠/١١/٢٠٢٢ م ،
الرابط:
https://www.noonpost.com/content/42588
(30) القزويني. الإيضاح في علوم البلاغة.ص
241.
(31) ريتشارد لويد باري ،
"لدوره في الإبادة .. الروهينغا يطالبون فيسبوك بتعويض قيمته ١٥٠
مليار"، ترجمة: نون بوست ، موقع نون بوست ، تاريخ النشر: ٨/١٢/٢٠٢٢ م ،
تاريخ المشاهدة: ٢٠/١١/٢٠٢٢ م ، الرابط:
https://www.noonpost.com/content/42588
(32) القرويني، الإيضاح في علوم البلاغة ، ص:
212.
(33) سايمون لويس وآخرون ، "تقرير خاص-
وحدات تخزين خاصة وراء طرد الروهينجا من ميانمار "، موقع رويترز، تاريخ
النشر: ٢٧/٦/٢٠١٨ م ، تاريخ المشاهدة: ٢٣/١١/٢٠٢٢ م ، الرابط:
https://www.reuters.com/article/myanmar-rohingya-battalions-ia5-idARAKBN1JN2KP
(34) القرويني.الإيضاح في علوم البلاغة .
ص: 107.
(35) السكاكي. أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر.(بدون
تاريخ) مفتاح العلوم. القاهرة: المطبعة الميمنية. ص 137.
(36) جهاد بالكحلاء، "قوات
ميانمار تتبادل قصص ذبح الروهينجا بمقطع مسرب(فيديو)"، موقع عربي 21،
تاريخ النشر: 24/6/2022م، تاريخ المشاهدة: 22/11/2022م، الرابط:
https://m.arabi21.com/Story/1446274
(37) موقع الجزيرة نت، "جيش
ميانمار مسلمو الروهينغا ليسوا منا"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر:
17/9/2017م، تاريخ المشاهدة: 22/11/2022م، الرابط:
(38)
موقع swissinfo ،
أحد المواقع التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، "بورما ترفض
تحقيق الأمم المتحدة حول تعرض أقلية الروهينغا لـ"إبادة"، تاريخ
النشر: 29/8/2018م، تاريخ المشاهدة: 22/11/2022م، الرابط:
(39) دايك، توين فان.(2014). الخطاب والسلطة. ترجمة: غيداء العلي، القاهرة:
المركز القومي للترجمة. ص299.
(40) موقع سكاي نيوز ، "زعيمة
ميانمار عن" مذابح الروهينجا ": مقاطع فردية" ، موقع سكاي نيوز
، تاريخ النشر: ١٢/١٢/٢٠١٩ م ، تاريخ المشاهدة: ٢٢/١١/٢٠٢٢ م ، الرابط:
https://www.skynewsarabia.com/world/1304614- زعيمة-ميانمار-مذابح-الروهينغا
(41) موقع يورو نيوز، "لجنة
تحقيق من ميانمار: لا إبادة ارتكبت بحق الروهينغا بل جرائم حرب"، تاريخ
النشر: 21/1/2021م، تاريخ المشاهدة: 22/11/2022م، الرابط:
(42) موقع الأمم المتحدة، "آلية التحقيق
المستقلة المعينة بميانمار تؤكد وجود أدلة على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وعنف
جنسي"، موقع الأمم المتحدة، تاريخ النشر: 12/9/2022م، تاريخ المشاهدة:
25/11/2022م، الرابط:
https://news.un.org/ar/story/2022/09/1110971
(43) لوبون، غوستاف.(1991). سيكولوجية
الجماهير. ترجمة: هاشم صالح. بيروت: دار الساقي. ص 64.
(44) سايمون لويس
وآخرون ، "تقرير خاص- وحدات تخزين خاصة وراء طرد الروهينجا من ميانمار
"، موقع رويترز، تاريخ النشر: ٢٧/٦/٢٠١٨ م ، تاريخ المشاهدة: ٢٣/١١/٢٠٢٢
م ، الرابط:
https://www.reuters.com/article/myanmar-rohingya-battalions-ia5-idARAKBN1JN2KP
(45) موقع وكالة رويترز
للأنباء، "الأمم المتحدة تناشد تقديم مساعدات للروهينجا الهاربين من
ميانمار"، موقع وكالة رويترز للأنباء، تاريخ النشر: 14/9/2017م، تاريخ
المشاهدة: 22/11/2022م، الرابط:
قائمة المراجع:
1. بشارة، عزمي. (1994). مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل(خطاب
مذبحة). مجلة الدراسات الفلسطينية. المجلد 5. العدد 17.
2. دايك، توين فان.(2014).
الخطاب والسلطة. ترجمة: غيداء العلي، القاهرة: المركز القومي للترجمة.
3. السكاكي، أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر.(بدون تاريخ) مفتاح العلوم.
القاهرة: المطبعة الميمنية.
4. شارودو، باتريك.(2019).
الخطاب السياسي أو سلطة اللغة. ترجمة: مصطفى القلعي. مؤمنون بلا حدود للنشر
والأبحاث.
5. العمري، خيرية علي.
(1443). سبل مواجهة خطاب الكراهية. الرياض: مشروع سلام للتواصل الحضاري.
6. القزويني، محمد بن عبد الرحمن. (2003). الإيضاح في علوم البلاغة. بيروت: دار
الكتب العلمية.
7. لوبون، غوستاف.(1991). سيكولوجية الجماهير. ترجمة: هاشم
صالح. بيروت: دار الساقي.
8. مديرية الدراسات الإستراتيجية. (2017). مأساة مسلمي الروهينغا
في ميانمار. بيروت: المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق.
9.
مشبال، محمد. (2017). البلاغة وأنواع الخطاب. القاهرة: رؤية للنشر.
10. ابن منظور، محمد بن مكرم. (بدون تاريخ). لسان العرب.
بيروت: دار صادر.
11. ميرشامير، جون جي.
(2016). لماذا يكذب القادة والزعماء.
ترجمة: عبد الفتاح عمورة. دمشق: دار الفرقد للطباعة والنشر.
تعليقات
إرسال تعليق