الاستعارة في اللغة التِّگْرَايِتْ


الاستعارة في اللغة التِّگْرَايِتْ

(مقال بلاغي مقارن)

أ‌.      محمَّد إبراهيم محمَّد عمر همَّد محمود

الاستعارة:

          هي لفظ استعمل في غير ما وضع له، مع قرينة مانعة تمنع من إرادة المعنى الأصليِّ.(1) وتتكون من أربعة أركان هي:

المستعار منه: وهو اللفظ الذي يُراد استعماله في غير وضعه الأصلي، وهو ما يُعادِل المشبَّه به في التشبيه. 

المستعار له: المعنى الذي استعير له لفظ آخر للدلالة عليه، وهو ما يُعادِل المشبَّه في التشبيه. 

الجامع: وهو الذي يجمع بين المستعار منه والمستعار له، وهو ما يُعادل وجه الشبه في التشبيه.

القرينة: وهي الدليل العقليُّ أو اللفظي الذي يمنع من أنَّ المقصود باللفظ المُستعَار منه هو معناه الوضعي (الأصلي).

صور الاستعارة:

         تأتي الاستعارة في صورة من الصور التالية:

الصورة الأولى- استعارة محسوس لمحسوس: ويكون فيها طرفا الاستعارة من الأشياء التي تدرك بحاسة أو أكثر من الحواس الخمس،(2) ومنها ما جاء في قوله تعالى: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ}.(3)

 ومنها قول الشاعر إبراهيم محمد علي (ود گورَتْ):

گَرٝوبْ وَلَتْ دِلامْ    إبْ إدࣹي يِيْ لِتَمْتَمْ

رَبِّيْ يِيْ مَنَيُو        إتْ ودْ حاوا ووَدْ آدِمْ

الترجمة: يتحدث الشاعر عن محبوبته التي يصفها بـ(الدعسوقة)(وَلَتْ دِلامْ)، ويقول أن جسدها لا يمكن مسَّه باليد، ولم يخلق الله مثله في أبناء حواء وآدم عليه السلام.

الشاهد في هذا البيت: أنَّ الشاعر استعار لفظ(وَلَتْ دِلامْ) لمحبوبته، وكلُّ من الطرفين- المستعار منه والمستعار له- من الأشياء التي تدرك بحاسة من الحواس الخمس.

الصورة الثانية- استعارة محسوس لمعقول: ويكون فيها المستعار منه من الأشياء التي تدرك بحاسة من الحواس الخمس، بينما يكون المستعار له من الأشياء التي لها تصور في العقل،(4) ومنها ما جاء في قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}.(5) ومنها في اللغة التِّگْرَايِتْ قول الشاعر سعيد عبد الله:

لَشَامَاتْكِ أفْ حَلِيبْ  عَچمٝوْتَاجـࣹـيْ سَابَرَ

الترجمة: يخاطب الشاعر محبوبته، فيشكو لها من عذابات حبها، ويقول لها أن حبك(شَامَاتْكِ) يا صاحبة الأسنان البيضاء كالحليب(أفْ حليبْ)، كسَّر(سَابَرَ) عظامي(عَچمٝوْتَاجـࣹـيْ).

الشاهد في هذا البيت: استعار الكسر لآلام الحب، وهذا المستعار منه من الأشياء التي تدرك بالحواس (الكسر)، بينما المستعار له (الألم) من الأشياء التي لها تصور في العقل.

الصورة الثالثة- استعارة معقول لمحسوس: ويكون فيها المستعار منه من الأشياء التي لها تصور في العقل، بينما يكون المستعار له من الأشياء التي تدرك بحاسة من الحواس الخمس.(6) ومنها قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ}.(7)ومنها في التِّگْرَايِتْ قول الشاعر إبراهيم محمد علي (ودگورَتْ)

إتْكَارَفَّا رَحْمَتْ ربِّيْ      وِيِيْ إتَرِّفْ مِنْ أسَرَاْ

الترجمة: يتغزل الشاعر في محبوبته، فيبيِّن شدَّة تعلقه بها، فيقول: اتصدى لها(إتْكَارَفَّا) رحمة ربي(رَحْمَتْ ربِّيْ)، ولا أبقى(وِيِيْ إتَرِّفْ) من أثرها(مِنْ أسَرَاْ) بعيداً. والمعنى أنَّ محبوبته رحمة الله التي يتعرض لها لينالها، ولن يبقى بعيداً عن أثرها، أي سيظل ملاحقاً لها حيث ما حلَّتْ.     

الشاهد في هذا البيت: استعار الشاعر لفظ(رحْمَتْ) لمحبوبته، والرحمة(المستعار منه) من الأشياء التي لها تصور في العقل، والمحبوبة (إنسان) المستعار له من الأشياء التي تدرك بالحواس.

الصورة الرابعة- استعارة معقول لمعقول: ويكون فيها طرفا الاستعارة من الأشياء التي لا يمكن إدراكها بحاسة من الحواس الخمس، بل يكونان من الأشياء التي لها تصور في العقل.(8) ومنها ما جاء في قوله تعلى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}.(9)

      ومن استعارة معقول لمعقول في اللغة التِّگْرَايِتْ  قول الشاعر إدريس محمد علي:

سَفَلَالْكِ قَتْلَيَا    نَفِسْ مِسِلْ أدِيْمَا

الترجمة: يخاطب الشاعر محبوبته، فيشكو لها من عذابات حبها، ويقول لها أن الشوق إليك(سَفَلَالْكِ) هو من قتل(قَتْلَيَا) نفسه مع سكوتها على هذا(نَفِسْ مِسِلْ أدِيْمَا)، والمعنى أن الشوق إليك مع كتمانه قد أودى بحياتي.

الشاهد في هذا البيت: استعار الشاعرلفظ القتل(قَتْلَيَا) لألم الشوق، وكلا طرفي الاستعارة (الموت، والألم) من الأشياء التي لها تصور في العقل.

أقسام الاستعارة:

      أجرى علماء البلاغة العربيَّة عدة تقسيمات للاستعارة وفقاً لاعتبارات معيَّنة، ويمكننا إجراء بعضاً من هذه التقسيمات على الاستعارة في اللغة التِّگْرَايِتْ، ومنها ما يلي:

التقسيم الأول- باعتبار ذكر أحد طرفيها أو حذفه: وفقاً لهذا الاعتبار تقسَّم الاستعارة إلى قسمين هما:

استعارة تصريحيَّة: وهي التي يُصرَّح فيها بلفظ المشبَّه به(المستعار منه)،(10) ومنها ما جاء في قوله تعالى:  {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}.(11) ومنها في اللغة التِّگْرَايِتْ قول الشاعر إبراهيم محمد علي (ود گورَتْ):

     قَطَّان إبْ گِيَاسَا      مِنْ رَيِيمْ تَلـࣹـيْلِيَ

    رَحَتْ أسَرْ رَحَتْ    أمَّتْ يِيْ تْكَرِّيَ

جَلْبَتْ قَبَتْ بَحْرَا     لمَاي نَوانِيَ

الترجمة: يتغزل الشاعر في محبوبته، فيقول عنها: هيفاء(قَطَّانْ) بمشيتها(إبْ گِيَاسَا) تتعرف عليها(تَلـࣹـيْلِيَ) من على البعد(مِنْ رَيِيمْ)،  تضع راحة خلف الأخرى(رَحَتْ أسَرْ رَحَتْ) لا تضع(يِيْ تْكَرِّيَ)  ذراعاً(أمَّتْ) في خطوها، زورق في بحره(جَلْبَتْ قَبَتْ بَحْرَا) يتهادى(نَوانِيَ) الماء(لمَاي). والمعنى هيفاء من على البعد يمكنك التعرف عليها من مشيتها، فهي تمشي على مهل وتأني إذ تضع راحة خلف الأخرى ولا تقطع ذراعاً في خطوها، وتشبه في مشيتها تلك المركب الذي تتهادى به مياه البحر الهادئ وليست أمواجه.             

الشاهد في الأبيات السابقة: استعار الشاعر لفظ(زورق)(جَلْبَتْ) للمجبوبة بجامع تهاديهما في هيئة المشي بالنسبة للمحبوبة والجري بالنسبة للمركب، ثم حذف المشبَّه وصرَّح بلفظ المشبَّه به على سبيل الاستعارة التصريحيَّة.

استعارة مكنيَّة: وهي التي يحذف فيها المشبَّه به، ويرمز له بشيء من لوازمه،(12) ومنها ما جاء في قول أبي ذؤيب الهذلي:

                   وإذا المَنِيَّة أنْشَبَتْ أظفارَها  

ألْفَيْتَ كلَّ تمِيمةٍ لا تنفعُ(13)

ومن الاستعارة المكنيَّة في اللغة التِّگْرَايِتْ  قول الشاعر حامد عبد الله(عنجه) في رثاء أحد فرسان قبيلة بني عامر:

لَفَرِّرْ عَلَا طَابَطَ              وَقِتَّ بِرࣹيمْ سَسَّعَ

الترجمة: يصف الشاعر المرثي بالشجاعة فيقول: كان(عَلَا) يمسك(طَابَطَ) من يفرَّ(لَفَرِّرْ) وقت(وَقِتَّ) أن رقص(سَسَّعَ) المدفع الهاون(بِرࣹيمْ).

الشاهد في هذا البيت: شبَّه الشاعر المدفع الهاون بالمرأة في اضطرابه وتمايله، ثم حذف المشبَّه به ورمز له بشسء من لوازمه(الرقص بالرأس)(سِسَّعْ) على سبيل الاستعارة المكنيَّة.

التقسيم الثاني- باعتبار نوع لفظ الاستعارة: وفقاً لهذا الاعتبار تقسَّم الاستعارة إلى قسمين هما:

استعارة أصليَّة: وهي ما كان فيها اللفظ المستعار منه اسماً جامداً،(14) ومنها قوله تعالى:{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}.(15) ومنها في اللغة التِّگْرَايِتْ  قول الشاعر عثمان محمد علي بلتوباي:

لِيْلِيتْ إنْدࣹي إسَكِّبْ     لَهُوْبَايْ نَفَّدࣹيْنِي

شَطِيفْ دَنَبْ فرَسْ      مِنْ لَعَلْ گَلْبَبـࣹـيْنِيْ

الترجمة: يتغزل الشاعر في محبوبته فيقول: الليلة الماضية(لِيْلِيتْ) بينما أنا نائم(إنْدࣹي إسَكِّبْ) أيقظني (نَفَّدࣹيْنِي) الصقر(لَهُوْبَايْ)، ذيل فرس(دَنْبْ فرَسْ) ناعم(شَطِيفْ) غطَّاني(گَلْبَبـࣹـيْنِيْ) من أعلى(مِنْ لَعَلْ)، والمعنى: في الليلة الماضية بينما أنا نائم حلمت بأنَّ شعرها الأسود كالصقر قد أيقظني من النوم، وشعرها الناعم كذنب الفرس قد غطَّاني من أعلى.           

الشاهد في هذا البيت: استعار الشاعر لفظ الصقر(لهُوْبَايْ) للشعر الأسود، كما استعار أيضاً ذنب الفرس(شَطِيفْ دَنَبْ فرَسْ) لنعومة شعر المحبوبة، وكلٌّ من الصقر وذنب الفرس من الألفاظ الجامدة، لذلك كانت الاستعارة فيهما استعارة أصليَّة.

استعارة تبعيَّة: وهي ما كان فيها اللفظ المستعار منه اسماً مشتقاً أو فعلاً أو حرفاً،(16) ومنها ما جاء في قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}.(17) ومنها في اللغة التِّگْرَايِتْ  قول الشاعر حامد عبد الله(عنجه) في رثاء أحد فرسان قبيلة بني عامر:

لَفَرِّرْ عَلَا طَابَطَ              وَقِتَّ بِرࣹيمْ سَسَّعَ

الترجمة: يصف الشاعر المرثي بالشجاعة فيقول: كان(عَلَا) يمسك(طَابَطَ) من يفرَّ(لَفَرِّرْ) وقت(وَقِتَّ) أن رقص(سَسَّعَ) المدفع الهاون(بِرࣹيمْ).

الشاهد في هذا البيت: استعار الشاعر لفظ الرقيص(سِسَّعْ) لحركة المدفع الهاون(بريم)، ثم اشتقَّ من لفظ(سِسَّعْ) الفعل(سَسَّعَ) على سبيل الاستعارة التبعيَّة.

التقسيم الثالث- باعتبار علاقة الملائم بطرفي الاستعارة: ويقصد بالملائم هنا الألفاظ التي تذكر في التركيب الذي وردت فيه الاستعارة، والتي قد تكون لها علاقة بأحد طرفي الاستعارة أو بهما معاً، ووفقاً لهذا الاعتبار تقسَّم الاستعارة إلى ثلاثة أقسام هي:

استعارة مطلقة: وهي التي لم يقترن بها ما يلائم أحد طرفي الاستعارة، أو اقترن بها ما يلائمهما معاً.(18) ومنها ما جاء في قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ}.(19) ومنها في اللغة التِّگْرَايِتْ  قول الشاعر حامد عبد الله(عنجه):

عَامْرَابْ كَمَاكَمَتْ      هَارَسَتُّوْ لَأسْيُوْفَا

الترجمة: يفخر الشاعر بقبيلة بني عامرفيقول: بنوعامر(عامراب) اجتمعت(كَمَاكَمَتْ)، أيقظت سيوفها (هَارَسَتُّوْ لَأسْيُوْفَا). والمعنى اجتمعت قبيلة بني عامر فأخرجت سيوفها من مواضعها استعداداً للحرب.

الشاهد في هذا البيت: استعار الشاعر لفظ الإيقاظ لحمل السيف استعداداً للحرب،  ولم يأتي في البيت ما يلائم  أيٍّ من طرفي الاستعارة.

استعارة مجرَّدة: تقترن بما يلائم المستعار له.(20) ومنها قوله تعالى: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ}.(21)

ومن الاستعارة المجرَّدة في اللغة التِّگْرَايِتْ  قول الشاعر إبراهيم محمد علي (ود گورَتْ):

إتْكَارَفَّا رَحْمَتْ ربِّيْ      وِيِيْ إتَرِّفْ مِنْ أسَرَاْ

الترجمة: يتغزل الشاعر في محبوبته، فيبيِّن شدَّة تعلقه بها، فيقول: اتصدى لها(إتْكَارَفَّا) رحمة ربي(رَحْمَتْ ربِّيْ)، ولا أبقى(وِيِيْ إتَرِّفْ) من أثرها(مِنْ أسَرَاْ) بعيداً. والمعنى أنَّ محبوبته رحمة الله التي يتعرض لها لينالها، ولن يبقى بعيداً عن أثرها، أي سيظل ملاحقاً لها حيث ما حلَّتْ.     

الشاهد في هذا البيت: استعار الشاعر لفظ(رحْمَتْ) لمحبوبته، ثم ذكر (وِيِيْ إتَرِّفْ مِنْ أسَرَاْ)، وهذا الملائم يناسب المحبوبة(المستعار له)، وذلك بعد أن استوفت الاستعارة قرينتها في قوله(إتْكَارَفَّا).

استعارة مرشَّحة: وهي التي اقترنت بما يلائم المستعار منه.(22) ومنها ما جاء في قوله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ}.(23) ومنها في اللغة التِّگْرَايِتْ قول الشاعر إبراهيم محمد علي  (ود گورَتْ):

     قَطَّان إبْ گِيَاسَا      مِنْ رَيِيمْ تَلـࣹـيْلِيَا

    رَحَتْ أسَرْ رَحَتْ    أمَّتْ يِيْ تْكَرِّيَ

جَلْبَتْ قَبَتْ بَحْرَا     لمَاي نَوانِيَا

الترجمة: يتغزل الشاعر في محبوبته فيصف مشيتها بقوله: النحيلة(قَطَّان) تتعرف عليها(تَلـࣹـيْلِيَا) بمشيتها (إبْ گِيَاسَا) من بعيد(مِنْ رَيِيمْ)، راحة(رَحَتْ) بعد(أسَرْ) راحة(رَحَتْ) لا تضع ذراعا في خطوتها، هي مركب(زورق) داخل(قَبَتْ) بحره(بَحْرَا) يتمايل به(نَوانِيَا) الماء(لمَاي).

الشاهد في هذه الأبيات: استعار الشاعر لفظ(الزورق)(جَلْبَتْ) للمجبوبة بجامع تهاديهما في هيئة المشي بالنسبة للمحبوبة والجري بالنسبة للمركب، ثم ذكر بعد ذلك ما يلائم المستعار منه(لمَاي نَوانِيَ) يتهادى بها الماء، وذلك بعد أن استوفت الاستعارة قرينتها(رَحَتْ أسَرْ رَحَتْ).     

الاستعارة التمثيليَّة: وهي اللفظ المركَّب المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي. ومنها في العربيَّة استعارة الأمثال السائرة مثل: (رمى عصفورين بحجر واحد).(24)

    ومن الاستعارة التمثيليَّة قولهم في اللغة التِّگْرَايِتْ: لَچـِيْفٝوتْ إمَنْ بِتَّا. وترجمة هذا التركيب: البليلة(لَچـِيْفٝوتْ) بها(بِتَّا) حصى(إمَنْ). ويستخدم هذا التركيب عندما يتناجى شخصان في أمر من الأمور فياتي شخص ثالث لا يريدان أن يعرف شيئاً عمَّا يتحدثان فيه، فيقول أحدهما للآخر هذا التركيب، فيغيِّران الحديث عن موضوعهما إلى شأن آخر. ومنها أيضاً قولهم: شِلْحشتْ كَلِبْ لِبْلَعَا. وترجمة هذا التركيب: اللحمة الهزيلة(شْلْحِتْ) فليأكلها(لِبْلَعَا) الكلب(كَلِبْ). ويستخدم هذا التركيب عندما يعرض أحدهم على الآخر أمراً أقلَّ من قدره، فيرد الآخر بقوله: شِلْحشتْ كَلِبْ لِبْلَعَا. والمقصود أنني أكبر شأناً ممَّا عرضت عليَّ، أو لم تقدرني حقَّ قدري.

 ________________________

(1) الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 212.

(2) المرجع السابق، ص: 224.

(3) سورة طه: الآية: 88

(4) الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 225.

(5) سورة الحجر: الآية: 94.

(6) الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 226.

(7) سورة الحاقة: الآية: 11.

(8) الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 225.

(9) سورة يس: الآية: 52.

(10) بسيوني عبد الفتاح فيود، علم البيان، ص: 169.

(11) سورة إبراهيم: الآية: 1.

(12) بسيوني عبد الفتاح فيود، علم البيان، ص: 170.

(13) أبو ذؤيب الهذليّ، ديوان الهذليين،  الدار القوميَّة للطباعة والنشر، القاهرة، 1965م، جـ: 1، ص: 3.

(14) الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 226.

(15) سورة إبراهيم: الآية: 1.

(16) الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 226.

(17) سورة الحجر: الآية: 94.

(18) بسيوني عبد الفتاح فيود، علم البيان، ص: 188.

(19) سورة الحاقة: الآية: 11.

(20) الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 228.

(21) سورة النحل: الآية: 112.

(22) الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 228.

(23) سورة البقرة: الآية: 16.

(24) بسيوني عبد الفتاح فيود، علم البيان، ص: 210.

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وظيفة الجملة في اللغة العربية

دور السياق في تحديد المعنى المراد من الجملة العربيَّة

سلسلة النظريَّات البديلة من نظريَّة العامل النحويِّ(3) (نظريَّة تضافر القرائن للدكتور تمَّام حسَّان)