المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2025

المصيدة: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي

صورة
  المصيدة: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي  أ. محمد إبراهيم محمد عمر همد      أرخى زياد جسده بين يدي جهاد معرور، والأخير يتحسس طريقه في الظلام بين بقايا الأنفاق المتهدِّمة، والتراب الناعم ينهال عليهما، وظلام النفق ورائحته الرطبة تصيبهما بالقلق والضجر، وما يقلق جهاد أكثر خوفه من إغماء زياد في هذا الوقت العصيب، مما يقلِّل من فرص نجاته، وهي فرص تكاد تكون منعدمة وقد انهارت منظومة الأنفاق في هذا الجزء أسفل حي الأشجعيَّة في وقت مازال فيه زياد ينزف بسخاء. مدَّده جهاد على الأرض، ثم شرع في تمزيق ثيابه للتأكد من موضع الإصابة، وقد وجد أنَّ المقذوف قد اخترق جسد زياد أسفل الكلية اليمنى وخرج من الاتجاه المقابل، وقد سلك المقذوف طريقاً يخشى أن يكون اختراقه ذا ضرر بالغ.           بدأ جهاد الضغط على موضع النزيف محاولاً إيقافه، بينما كان زياد موشكاً على الإغماء، وقد حاول جهاد إبقاءه واعياً ما أمكن حتى يتسنى لهما الحصول على نجدة وشيكة، هذا في وقت كان فيه المصباح الكهربائي يرسل وميضاً خافتاً متقطعاً كأنَّما طفل شقيٌّ يعبث بسلكه من الجانب الآخر، وذرات...