الوظيفة: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي

الوظيفة: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي محمد إبراهيم محمد عمر همد محمود الثامنة صباحاً ومازال إياد مرابطاً أمام هذا المكتب بمصنع السلماني للغزل والنسيج، هذه هي المرة الثانية التي يجلس فيها في هذا الموضع الذي جلس فيه قبل عام من الآن، عام تغيَّرت فيه أشياء كثيرة في حياته ولم يتغيَّر فيه شيء يذكر في هذا المكتب، مازالت الطاولة المستطيلة تربض في ذات موضعها في وسطه، وأمامها كرسيٌّ متواضع، بينما يطل من خلفها ثلاث كراسٍ توحي بشيْ من الفخامة والارتياح، نظرة خاطفة من الداخل تكفيه ليفهم أن مراتب الناس تتفاوت في الحياة على الأقل في هذا المكتب. يبدو أن من وضع أثاث هذا المكتب اختاره ووضعه في هذه المواضع بعناية فائقة، فأول ما سينتاب الجالس على الكرسي الأمامي هو الإحساس بالضآلة وقلَّة القيمة أمام الجالسين خلف الطاولة، وهذا ما انتاب إياد لأوَّل مرة جلس فيها على هذا الكرسي، لا يدري هل سينتابه هذا الإحساس مجدداً الآن؟ اعتقد أنَّ الإجابة بـ(كلَّا) عن هذا السؤال قد تكون منطقيَّة، إذ إنَّ ا...