التعريف والتنكير وعلامات الإعراب في اللغة التگرايت

 

 


 

التعريف والتنكير وعلامات الإعراب في اللغة التِّگْرَايِتْ

أ‌.       محمَّد إبراهيم محمَّد عمر همَّد محمود

     لم تكن للغة الساميَّة علامة خاصة  للتعريف، وكان الاسم المجرَّد يدلُّ على التعريف بدون أداة، وذلك كما في لفظ(يُومَ) في اللغة الجئزيَّة والتي تعني(اليوم)،(1) ثمَّ كانت  لكلِّ لغة أداة التعريف الخاصة بها، وهي (أل) في اللغة العربيَّة، و(اللام) في اللغة التِّگْرَايِتْ،(2) كما في تعريف(وَلَتْ: لَوَلَتْ) بمعنى (بنت: البنت). فإذا عُلِم اختلاف علامات التعريف في اللغات الساميَّة الأخرى، (النون) في آخر الكلمة العربيَّة الجنوبيَّة، و(الألف) في آخر الكلمة  في اللغة السريانيَّة- فإنَّ تفسير (أل) التعريف في العربيَّة بأنها مطوَّرة عن الأصل التجريِّ(اللام) يبدو أمراً مقبولاً، وخاصة أنَّ (الهمزة) من(أل) في بعض التراكيب عند اتصالها ببعض حروف مثل (الباء) و(اللام).

     كما يكون التعريف بالإضافة سواء أكانت إضافة للضمير أم إضافة للاسم الظاهر،

وتستخدم العربيَّة التنوين للدلالة على التنكير ويقابله التمييم في اللغات الساميَّة الأخرى، ولا وجود للتنوين أو التمييم في اللغة التِّگْرَايِتْ.(3)

علامات الإعراب:

            لا وجود لعلامات الإعراب في اللغة التِّگْرَايِتْ في الوقت الحالي، كما لايُمكن الجزم بوجودها أو عدمها في الماضي السحيق للغة التِّگْرَايِتْ، وذلك لعدم وجود نقوش أوكتابات بهذه اللغة في الماضي، ومع ذلك قد نجد بعض الإشارات التي قد تشي بوجود علامات الإعراب في اللغة التِّگْرَايِتْ في مرحلة ما من ماضيها البعيد، وذلك مثل الأسماء المنتهية بحرف الواو مثل: (كَبَرُو، ومسنْقٌوْ، وسَرْگو، وغيرها من الكلمات المختومة بالواو)، فقد تصلح هذه الواو للتفسير بأنَّها بقايا من علامات الإعرب (الضمَّة)، بالإضافة إلى وجود (الفتحة) واستخدامها في حالة الإضافة مثل إضافة كلمة(وَلَتْ) بمعنى (بنت) إلى كلمة (عَدْ) بمعنى (أهل)، لتصبح بعد الإضافة(وَلَتَّ عَدْ)، فضلاً عن وجود بعض الأسماء الستّة في اللغة التِّگْرَايِتْ نحو (أبوْكَ، حُوْكَ، وحَمُوْكَ)، فقد تصلح هذه الأسماء للإشارة إلى وجود الإعراب بالحروف في اللغة التِّگْرَايِتْ في مرحلة ما من تاريخيها البعيد.    

 

____________________________

(1) بروكلمان، فقه اللغات الساميَّة، ص: 103.

(2) أبوسلمان، الوصول إلى لغة الأصول، ص: 38.

(3) المرجع السابق، ص: 94.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وظيفة الجملة في اللغة العربية

دور السياق في تحديد المعنى المراد من الجملة العربيَّة

سلسلة النظريَّات البديلة من نظريَّة العامل النحويِّ(3) (نظريَّة تضافر القرائن للدكتور تمَّام حسَّان)