المضمرات في اللغة التِّگْرَايِتْ: الضمائر، أسماء الإشارة، أسماء الموصول

 


 

(المضمرات في اللغة التِّگْرَايِتْ: الضمائر، أسماء الإشارة، أسماء الموصول)

(مقال نحويّ مقارن)

أ. محمد إبراهيم محمد عمر همَّد محمود

 الضمائر:

       تُعدُّ الضمائر موضوع مقارنة لدراسى اللغات السامية(1)، وتُصنَّف من ضمن الاسماء وفقاً للتقسيم الثلاثيِّ الذي يعتمده النحاة العرب، وسنستخدم تقسيم علماء النحو لضمائر اللغة العربيَّة حتى نبرز الخصائص المشتركة بين الضمائر في اللغتين.

أولاً – تقسيم الضمائر إلى بارزة ومستترة : فالبارز ماكان له صورة فى اللفظ، والمستتر مالم يكن له صورة فى اللفظ(2)، وستكون الضمائر البارزة هى موضوع هذا الفصل. 

ثانياً – تقسيم  الضمائر البارزة إلى منفصلة ومتَّصلة :

أ‌-       الضمائر المنفصلة: وهي قسمان: ضمائر الرفع، وضمائر النصب،(3) ويمكننا توضيح ضمائر الرفع المنفصلة من خلال الجدول المقارن التالي :

                          ضمائر الرفع المنفصلة

    الضمير

اللغة

    المُفرَد

    المُثنَّى

   الجمع

الصيغة

       النوع

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

 

العربيَّة

 

أنا

أنا

نحن

نحن

نحن

نحن

 مُتكلِّم

أنتَ

أنتِ

أنتما 

أنتما

أنتم

أنتنَّ

 مُخاطَب

هو

هي

هما

هما

هم

هنَّ

 غائب

التِّگْرَايِتْ

 

أنَا

أنَا

حِنَا

حِنَا

حِنَا

حِنَا

 مُتكلِّم

إنتَ

إنتِ

إنْتُمْ

إنْتِنْ

إنْتُمْ

إنْتِنْ

 مُخاطَب

هِتُوْ

هِتَىْ

هِتٝوْمْ

هِتَنْ

هِتٝوْمْ

هِتَنْ

 غائب(4)

ملاحظات على ضمائر الرفع المنفصلة:

 1- تتفق اللغتان في وجود صيغ ضمائر رفع للمفرد والجمع من حيث العدد، والمتكلِّم والمُخاطَب والغائب من حيث النوع .

2- اختلاف اللغتان  في صيغ ضمائرالمتكلمين من حيث التركيب، فهو(حنَا) في التجريَّة و(نَحْنُ) في العربيَّة، وبمقارنة هذا الضمير  باللغات الساميَّة الأخرى، نجده في الأكَّديَّة (نيْنُ)، وفي العبريَّة(نَحْنُو) وفي السريانيَّة(حِنَنْ) وفي الجئزيَّة(نَحْنَ)،(5) ليتضح من ذلك أنَّ الصيغة العربيَّة  تمثَّل الصيغة الأقدم، وأنَّ الصيغة التِّگْرَايِتْ ربَّما تكون تطوُّراً خاصاً بها، ويُحتَمَل أنْ  تكون صيغة قديمة مهجورة.(*)   

3- تعتبر ضمائر المخاطبين هي أكثر الضمائر تطابقاً بين اللغتين، باستثناء ضمير المثنى منها، باعتباره مما انفردت به العربية، ولا وجود لصيغة المثنى في اللغة التِّگْرَايِتْ.

4- أمَّا ضمائر الغائبين ففيها تغيرات مماثلة لضمائر المتكلمين من حيث الصيغة، فهي تشترك جزئيَّاً في الحرف الأول منها(الهاء)، ثم تختلف في الحرف الثاني منها، ثم تعود وتتفق في الحرف الأخير(الواو) في المفرد الغائب، و(الميم ) في جماعة الغائبين، و(النون) في جماعة الغائبات، ويحتاج  هذا الاختلاف إلى كثير من التفصيل  في توضيحه. ونجد الصيغ التجريَّة لضمائر الغائبين هي الصيغ المشتركة بينها وبين الحبشيَّة (الجئزيَّة)(6)والعربيَّة الجنوبيَّة، حيث تُستخدَم في الجئزيَّة في هذا الموضع، أما في العربيَّة الجنوبيَّة فهي تُستخدَم في حالة التوكيد بينما تُستخدَم الصيغ العربيَّة للغائبين في حالة غير التوكيد.(7)علماً بأنَّ هذه الصيغ تُستخدَم في الأكَّديَّة في حالتي النصب والجرِّ،(8) وكذلك إضافة التاء لضمير الغائبين

أمر ملحوظ في اللغة الفينيقيَّة،(9) ويتَّضح من كلِّ ذلك وجود الصيغ التِّگْرَايِتْ والعربيَّة في الساميَّة الأم، حيث يستخدم كل نوع منها  في مواضع محددة، وقد فقدت العربيَّة الصيغ المستخدمة في التِّگْرَايِتْ، بينما فقدت التِّگْرَايِتْ الصيغ الموجودة في العربيَّة.

ضمائر النصب المنفصلة: وهي من الضمائر المشتركة بين اللغتين وذلك كما هو موضَّح في الجدول المقارن أدناه:

        الضمير

اللغة

     المُفرَد

    المُثنَّى

     جمع

      الصيغة

النوع

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

 

العربيَّة

إيَّايَ

إيَّايَ

إيَّانَا

إيَّانَا

إيَّانَا

إيَّانَا

مُتكلِّم

إيَّاكَ

إيَّاكِ

إيَّاكُمَا

إيَّاكُمَا

إيَّاكُمْ

إيَّاكُنَّ

مُخاطَب

إيَّاهُ

إيَّاها

إيَّاهُمَا

إيَّاهُمَا

إيَّاهُمْ

إيَّاهُنَّ

غائب

 

التِّگْرَايِتْ

إيَّ

إيَّ

إنَّا

إ نَّا

إنَّا

إنَّا

مُتكلِّم

إكَّ

إكِّ

إكُّمْ

إكِّنْ

إكُّمْ

إكِّنْ

مُخاطَب

إلُوْ

إلاَ

إِلٝوْمْ

إِلَنْ

إِلٝوْمْ

إِلَنْ

غائب

ملاحظات على ضمائر النصب المنفصلة:

1- تُعدُّ ضمائر النصب المنفصلة من الضمائر المشتركة بين اللغتين مع وجود اختلاف في الصيغ باللغتين. ولم تُذكَر عند مقارنة الضمائر في كتب اللغات الساميَّة، وذلك باستثناء ما ذكره  موسكاتي عن وجودها في العربيَّة والجئزيَّة.

2- ويمكن إرجاع هذه الصيغ في الأصل إلى ضمائر النصب المتَّصلة، مع إضافة بادئة أو لاحقة لها، ويؤكِّد ذلك مباني هذه الضمائر في اللغتين الأكَّديَّة والجئزيَّة، حيث يقابل الضمير (إيَّاي) العربيَّ الضمير(كِيَّاي)،(10) بينما يقابل نفس الضمير في الأكَّديَّة (يات)،(11)والضمير (إيَّ) باللغة التِّگْرَايِتْ، وبذلك يكون لدينا أربع صور للضمير الواحد في اللغات الأربع، وتتفق جميعها في احتوائها على مبنى ضمير النصب المتَّصل، ثم تكوِّن كلُّ لغة ضمائر النصب المنفصلة خاصَّتها. 

3- وبناء على ما سبق ذكره يمكننا  تحليل ضمير النصب المتصل في اللغة التِّگْرَايِتْ  بأَنَّه مكوَّن من: الهمزة(ء)+ضمير النصب المتصل+ التضعيف، وبذلك يُحَلَّل  الضمير (إيَّ) في التِّگْرَايِتْ إلى: (ء)+(يَّ)(ضمير النصب للمتكلِّم مع التضعيف)، والضمير (إنَّا) إلى: (ء)+(نَّا) (ضمير النصب لجماعة المتكلمين مع تضعيفه)،أمَّا الضمير (إكَّ) فيمكن تحليله إلى:(ء)+(كَّ) (ضمير النصب للمخاطب مع تضعيفه)، ثم تُضاف إليه (الميم) ليكوِّن ضمير النصب المنفصل لجماعة المُخاطَبين (إكُّمْ). وهذا أيضاً مايمكن تحليل الضمير(إكِّ) به، والذي تضاف إليه (النون) ليكوِّن ضمير النصب المنفصل لجماعة الغائبات (إكِّنْ).

4- أمَّا ضمائر النصب المنفصلة العربيَّة فيمكننا تحليلها بأنها مكوَّنة من (إيَّا)+(ضمير النصب المتَّصل للمُتكلِّم)، وبذلك يُحَلَّل  الضمير (إيَّاي) في العربيَّة إلى: (إيَّا)+(ي)(ضمير النصب للمتكلم)، والضمير (إيَّانا) إلى: (إيَّا)+(نا)(ضمير النصب لجماعة المتكلِّمين)، أمَّا الضمير (إيَّاكَ) فيمكن تحليله إلى: (إيَّا)+(كَ) (ضمير النصب للمُخاطَب)، ثم تُضاف إليه (الميم) ليكوِّن ضمير النصب المنفصل لجماعة المُخاطَبين (إيَّاكُمْ)، أمَّا الضمير (إيَّاكِ) فيمكن تحليله إلى: (إيَّا)+(كِ) (ضمير النصب للمُخاطَبة)، والذي تضاف إليه (النون) ليكوِّن ضمير النصب المنفصل لجماعة الغائبات (إيَّاكُن).

5- وتستخدم اللغة التِّگْرَايِتْ ضمائر النصب المنفصلة الخاصَّة بالغيبة، والتي تتكوَّن من (ء)+(ل) حرف الإضافة الدَّال على الملكيَّة+(الهاء) ضمير النصب المتصل للغائب، ثم تضاف(وم) علامة الجمع لجماعة الغائبين، كما تضيف(ن) علامة الجمع لجماعة الإناث.

الضمائر المتَّصلة: وهذه الضمائر لاتأتي إلَّا متَّصلة بغيرها، وتضمُّ ثلاثة أقسام هي: ضمائر الرفع المتَّصلة، وضمائر النصب المتَّصلة، وضمائر الجر المتَّصلة.

 

 

 

 

 

 

 

 

                                     ضمائر الرفع المتَّصلة

        الضمير

 اللغة

     المُفرَد

       المُثنَّى

      الجمع

الصيغة

          النوع

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

 

 العربيَّة

 

ضَرَبْتُ

ضَرَبْتُ

ضَرَبْنَا

ضَرَبْنَا

ضَرَبْنَا

ضَرَبْنَا

 مُتكلِّم

ضَرَبْتَ

ضَرَبْتِ

ضَرَبْتُما

ضَرَبْتُمَ

ضَرَبْتُمْ

ضَرَبْتُم

 مُخاطَب

-

-

 ضَرَبَا

ضَرَبَا

ضَرَبُواْ

ضَرَبْنَ

 غائب

 

 التِّگْرَايِتْ

 

هَبْكٝ

هَبْكٝ

  هَبْنَا

هَبْنَا

 هَبْنَا

 هَبْنَا

 مُتكلِّم

 هَبْكَ

 هَبْكِ

  هَبْكُمْ

 هَبْكِنْ

  هَبْكُمْ

 هَبْكِنْ

 مُخاطَب

 -

 -

 هَبَوْ

هَبَيَا

هَبَوْ

هَبَيَا

 غائب

ملاحظات على ضمائرالرفع المتَّصلة:

1-تتفق اللغتان في اتِّصال هذه الضمائر بالأفعال، فيؤثِّر بعضها على بنية الفعل.

2-اتفاق اللغتان في صيغ ضمير جماعة المُتكلِّمين، وجماعة الغائبين.

3-اختلاف اللغتان في بعضٍ من صيغ هذه الضمائر، وذلك كاختلافهما في صيغ ضمائر المتكلِّم، والمُخاطَب، وبعض ضمائر الغيبة، حيث تقابل(كاف) الفاعل في التِّگْرَايِتْ (تاء)

الفاعل في اللغة العربيَّة، وتُعَدُّالصيغة العربيَّةهي الأقدم، لوجودها في معظم اللغات الساميَّة، أمَّا الصيغة التِّگْرَايِتْ فهي تطوُّر خاص بها وباللغة الجئزيَّة،(12) حيث قيست هذه الصيغة على ضمير النصب المتصل، ثم تُجمَع هذه الصيغة في اللغتين بإضافة (م)الجمع لضمير الرفع المتصل للمذكر المُخاطَب، و(ن)الجمع لضمير الرفع المتصل للمؤنث المُخاطبَة.

2-      أمَّا ضمائر الرفع المتصلة للغائبين فتتفق في أنَّ المفردة المُخاطبة في حالة الاتصال بالفعل المضارع والأمر يكون ضميرها في هذا الموضع هو (ياء) مكسور ماقبلها في اللغتين(ياء المُخاطبة)، وكذلك الأمر بالنسبة لـ(واو)الجماعة فهو (مضموم) ماقبله في العربيَّة و(مفتوح) ماقبله في التِّگْرَايِتْ عند  الاتصال بالفعل بالماضي، أمَّا عند الاتصال بالمضارع والأمر فهو(مضموم) ماقبله في اللغتين، وتكون (الضمَّة) ممالة في التِّگْرَايِتْ. أمَّاضمير الرفع المتصل لجماعة الغائبات فهو(نون) مفتوحة ساكن ماقبلها في العربيَّة في حالات الاتصال بالماضي، والمضارع، والأمر، وهو(يَاء) مفتوحة في حالة الاتصال بالماضي، و(فتحة)على آخر الفعل المضارع والأمر. ويُعدُّ ضمير الرفع للغائبات في اللغة التِّگْرَايِتْ من الموروث الساميِّ، لوجوده في الآرميَّة والسريانيَّة وبصورة أقل في العبريَّة،(13)وبذلك يكون استخدام ضمير الرفع (نون) النسوة في هذا الموضع تطوُّراً خاصاً باللغة العربيَّة.

ضمائر النصب والجر المتَّصلة:

         وهي الضمائر التي تتَّصل بالأفعال وتقع في موقع المفعول به، أوتقع في موقع المضاف إليه عند اتِّصالها بالأسماء، وتتَّصل بحروف الجرِّ، ويمكن مقارنتها من خلال الجدولَيْنِ التالِيَيْنِ:

ضمائر النصب المتَّصلة

     الضمير

اللغة

    المُفرَد

     المُثنَّى

       الجمع

       الصيغة

النوع

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

 

العربيَّة

ضَربَنِيْ

ضَربَنِيْ

ضَرَبْنَا

ضَرَبْنَا

ضَرَبْنَا

ضَرَبْنَا

مُتكلِّم

ضَربَكَ

ضَرَبَكِ

ضَرَبَكُمَا

ضَرَبَكُمَا

ضَربَكُمْ

ضَرَبَكُنَّ

مُخاطَب

ضَرَبَهُ

ضَرَبَهَا

ضَرَبَهُمَا

ضَرَبَهُمَا

ضَرَبَهُمْ

ضَرَبَهُنْ

غائب

 

التِّگْرَايِتْ

هَبَيْنِيْ

هَبَيْنِيْ

هَبَيْنَّا

هَبَيْنَّا

هَبَيْنَّا

هَبَيْنَّا

مُتكلِّم

هَبَيْكَ

هَبَيْكِ

هَبَيْكُمْ

هَبَيْكُمْ

هَبَيْكُمْ

هَبَيْكِنْ

مُخاطَب

هَبَيُوُ

هبَيَاْ

هَبَيُوْمْ

هَبَيَنْ

هَبَيُوْمْ

هَبَيَنْ

غائب

 

                          ضمائر الجرِّ المتَّصلة

        الضمير

 اللغة

      المُفرَد

      المُثنَّى

      الجمع

الصيغة

           النوع

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

 

 العربيَّة

مِنِّـي

مِنِّـي

مِنَّا

مِنَّا

مِنَّا

مِنَّا

مُتكلِّم

مِنْكَ

مِنْكِ

مِنْكُمْا

مِنْكُمْا

مِنْكُمْ

مِنْكُنَّ

مُخاطَب

مِنْهُ

مِنْـهَا

مِنْهُما

مِنْهُما

مِنْـهُمْ

مِنْــهُنَّ

غائب

 

 

 التِّگْرَايِتْ

مِنْيَ

مِنْيَ

مِنِيْنا

مِنِيْنَا

مِنِيْنَا

مِنِيْنَا

مُتكلِّم

مِنْكَ

مِنْكِ

مِنْكُمْ

مِنْكِنْ

مِنْكُمْ

مِنْكِنْ

مُخاطَب

منُّوْ

منَّا

منُّوْم

مِنَّنْ

منُّوْم

مِنَّنْ

غائب

 

ملاحظات على ضمائر النصب والجرِّ المتَّصلة:

1- اتفاق اللغتين في صيغة ضميرالمُتكلِّم مع اتفاقهما في استخدام (نون) الوقاية، والتي تفصل بين الضمير والفعل وحرف الجرِّ (مِنْ)، وكذلك اتفاقمها في صيغ ضمير جماعة المُتكلِّمين، وضمائر المخَاطَبِين (مفرد، جمع، مذكر،مؤنث)، مع انفراد العربيَّة بصيغة المُثنى، والتي لمْ توجد إلَّا في اللغة الأوغاريتيَّة.(14)

2- اختلاف اللغتين في صيغ ضمائر الغائبِيْنَ حيث حذفت التِّگْرَايِتْ (الهاء المضموم) ضمير الغائب المُذكَّر، وأبْقَتْ على حركته(الضمَّة)، وكذلك حذفت(الهاء المفتوح) ضمير المفرد الغائب المُؤنَّث، وأبْقَتْ على حركته(الفتحة)، ثم أضافت (م) الجمع لتكوِّن ضمير الغائبِيْنَ، كما أضافت (ن) الجمع لتكوِّن ضمير الغائبات، وهذه الضمائر تُعدُّ تطوُّراً خاصاً باللغة التِّگْرَايِتْ، ويشبه ما طرأ على ضمائر الغيبة من تغيير في اللهجات العربيَّة الحديثة.

3- ويُلحَق بضمائر الجرِّ ما يُعْرَف بضمائر الملْكِيَّة، وذلك مثل الضمير المُتَّصل (ياء) المُتكلِّم بــ(لام) المُلْك في اللغة العربيَّة (لِيْ)، ويقابله بالتِّگْرَايِتْ ضمير (نايَّ) والمكوَّن من (نايْ) بمعنى (حق، أونصيب)+(ياء) المُتكلِّم، كما تستخدم التجريَّة لذات الغرض(إِنْتِلْكَ) والمكوَّن من(إِنْتِلْ) بمعنى (حق، أونصيب)+(كاف) ضمير المُفرد المُخاطَبْ، ويُعَدُّ هذا الضمير(إنْتِلكَ) من الموروث الساميِّ، لوجوده في اللغة الأكَّديَّة (إتُّوْكَ)،(15) حيث أنَّ (إتُّوْ) تساوي(إنْتِلْ)، وذلك بإدغام (النون) في (التاء)، مع إبدال (اللام) (واواً) أو العكس.

أسماء الإشارة إلى القريب:

         اسم الإشارة

اللغة

        المفرد

        المثنى

        الجمع

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

العربيَّة

هذا

هذه

هذان

هاتان

هؤلاء

هؤلاء

التِّگْرَايِتْ

إللِّي

إللَّا

إللُّوم

إللَّنْ

إللُّوم

إللَّنْ

أسماء الإشارة إلى البعيد:

         اسم الإشارة

اللغة

        المفرد

        المثنى

        الجمع

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

العربيَّة

ذلك

تلك

ذانك

تانِك

أولئك

أولئك

التِّگْرَايِتْ

لَيْ

لُوْهَا

لُوْهَمْ

لُوْهَنْ

لُوهَمْ

لُوْهَنْ

أسماء الموصول:

       اسم الموصول

اللغة

        المفرد

        المثنى

        الجمع

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

مُذكَّر

مُؤنَّث

العربيَّة

الذي

التي

اللذان

اللتان

الذين

اللائي اللاتي

التِّگْرَايِتْ

لَ

لَ

لَ

لَ

لَ

لَ

ملاحظات على أسماء الإشارة والأسماء الموصولة:

 1- تُعَدُّ أسماء الإشارة والأسماءالموصولة من الصيغ المُخْتَلَف فيها في اللغتين، حيث تُظهر كلُّ لغة منهما صيغاً خاصة بها تختلف عن الأخرى، وقد تتفق في بعضٍ منها مع صيغ مماثلة في اللغات السامية الأخرى. فأسماء الإشارة إلى القريب في العربية (هذا، وهذه) وما يتفرَّع منهما تشترك في بعض صورها مع اللغات السامية الغربيَّة، حيث تستخدم تلك اللغات (دا، ودي)،(16) وهذا يشبه الصيغ العربية (ذا، ذه)، ثم بإضافة (هاء) التنبيه تتنتج الصيغ الجديدة(هذا، وهذه) والمثنى منهما.(17)

2- أمَّا اللغة التِّگْرَايِتْ فتتفق - في بعض صيغ أسماء الإشارة للقريب- مع بعض اللغات الساميَّة، وذلك مثل اشتراكها في صيغة الإشارة للجمع المُذكَّر القريب (إللُّوم) مع اللغة العبريَّة (إللوْ)، وكذلك في اشتراكها في صيغة الإشارة للجمع المُؤنَّث القريب مع اللغتين السريانيَّة (هالْلَنْ)،  وآرميَّة الكتاب المُقدَّس(إلْلَنْ)، هذا بالإضافة إلى وجود بعض من هذه الصيغ في الجئزيَّة مثل (إلْلون تو) للإشارة للجمع المُذكَّر القريب و(إلْلَانْ تُو).(18) ويتضح من كلِّ ذلك أنَّ اللغة التِّگْرَايِتْ قد احتفظت بالصيغ الساميَّة لأسماء الإشارة للقريب، وفقدتْ العربيَّة كلَّ هذه الصيغ ماعدا صورة قريبة لصيغة اسم الإشارة للجمع القريب (هؤلاء) فـــ(الهاء) فيه للتنبيه و(أولاء) إشارة للجمع القريب، ويبدو كجمع لا مفرد له، وربَّما كان جمع تكسير لاسم الإشارة(إللِّيْ) على افتراض أنَّه كان موجوداً في العربيَّة في مرحلة ما من ماضيها البعيد.

3- أمَّا صيغ أسماء الإشارة للبعيد فتتكوَّن في العربيَّة من صيغ أسماء الإشارة للقريب مع إضافة (لام) البُعد وحرف خطاب(ذلِكَ)=(ذا+ل+ك)، و(تِلْكَ)=(تا+ ل+ك)،(19) ثمَّ تُضاف إلى الصيغتين علامة الجمع أو التثنية عند جمعها أو تثنيتها. أمَّا في التِّگْرَايِتْ فتتكوَّن هذه الصيغ بحذف (إلْ) من صيغ أسماء الإشارة للقريب، (لَيْ)=(إلِّلِيْ- إلْ)، و(لُوْهاَ)= (إللَّا – إلْ)، وتُعدُّ الصيغ العربيَّة اكثر استخداماً في اللغات الساميَّة، بينما تتشابه الصيغ التِّگْرَايِتْ مع نظائرها في اللغة الأكَّديَّة والتي تستخدم(أللوْ) للإشارة للمُذكَّر البعيد، و(أللوتُ) للإشارة لجمع المُذكَّر البعيد، و(أللايْتَ) للإشارة للمُؤنَّث البعيد، و(وأللاتُ).(20) وهذا يعنى أنَّ صيغ أسماء الإشارة بقسميها (القريب، والبعيد) لا ترجع إلى فترة زمنيَّة واحدة.       

4- أمَّا الأسماءالموصولة في اللغة العربيَّة فتتكوَّن من(أداة التعريف(أل)+اسم الإشارة) ثمَّ تُثنَّى بعد ذلك وتُجمَع، أمَّا اللغة التِّگْرَايِتْ فتستخدم أداة التعريف(لَ) اسماً موصولاً، ويأتي بعدها ( ضمير الغائب أو الغائبَة) ثمَّ تُجمَع بعد ذلك بـــ(النون) لجماعة الإناث، وبـــ(الميم) لجماعة الذكور. وتتباين الأسماءالموصولة في اللغات الساميَّة الأخرى حيث تستخدم الأكَّديَّة (شُوْ) و(شَات) اسمين موصلَيْنِ،(21) وكذلك العبريَّة التي تستخدم(شُ)و(شَ)،(22)كما تستخدم العربيَّة الجنوبيَّة(اللهجة المعنيَّة) (إلْلَا) بمعنى (الذي)، بينما تستخدم اللهجة السبئيَّة منها(إلْلَا) بمعنى (الذين)،(23)  وهذا يعنى أنَّ قسماً من هذه الأسماء الموصولة لا يرجع إلى الساميَّة الأم بقدر ما يعكس تطوُّراً واختلافاً قد حدث لها في تلك اللغات، بل حتى بين اللهجتَيْنِ اللتَيْنِ تعودان لِلغة واحدة.     

 

 

 

____________________________________

(1) بروكلمان، فقه اللغات الساميَّة، ص:85. وانظر أيضاً: موسكاتي وآخرون، مدخل نحو اللغات الساميَّة المقارن، ص:172.

 (2) ابن هشام الأنصاري،أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، جـ:1، ص:99. فالبارز مثل (التاء) في (قلْتُ)، والمستتر مثل الضمير المقدَّر في(قُلْ).

(3) المرجع السابق، ص: 104. وهذا التقسيم على حسب الموقع الإعرابي للضمير المنفصل في الجملة ،حيث تقع ضمائر القسم الأوَّل في موضع الرفع، بينما تقع ضمائر القسم الثاني في موقع النصب.

(4) أبوسلمان،الوصول إلى لغة الأصول، ص:364.

(5) بروكلمان، فقه اللغات الساميَّة، ص: 87.

(*) وجود بعض اللهجات العربيَّة الحديثة التي يُنْطَق فيها هذا الضمير (حِنَّا) كما في بعض اللهجات العاميَّة في دول الخليج العربيِّ والأردن، وكذلك عند قبيلة الرشايدة في السودان وإرتريا. كما يُنْطَق هذا الضمير(إحْنا)  في اللهجة المصريَّة. ووجود هذه الصيغة في هذه اللهجات قد يرجع إلى مرحلة لغويَّة قديمة. 

(6) بروكلمان، فقه اللغات الساميَّة، ص: 85.

(7) غويدي، المختصر في علم اللغة العربيَّة الجنوبيَّة القديمة، ص: 5. يؤكد غويدي أنَّ هذه الصيغ (ضمير الغائبين في التِّگْرَايِتْ) تستخدم من أجل التوكيد. ومايعزز هذه الملاحظة أنَّ توكيد الضمير بالتاء أمر ملحوظ في اللغة التِّگْرَايِتْ، فقد يُنْطَق الضمير(أنَا) في التجرية (أناتُوْ)، وهو شبيه بنظيره الأكَّديِّ (أَنَ)، والذي  يُنطَق أحياناً(أناكُ)، و(التاء) في التجريَّة تقابل (الكاف) في الأكَّديَّة.

(8) موسكاتي وآخرون، مدخل نحو اللغات الساميَّة المقارن،ص:174. وقد ذكروا أنّ ضمير الغائبات في حالتي الجر والنصب هو (شُاتُن). و(الشين) في هذا الضمير تقابل (الهاء) في اللغات الساميَّة الأخرى.

(9) بروكلمان، فقه اللغات الساميَّة، ص:86. وقد رأى بروكلمان أنَّ (التاء) في هذه الصيغ عنصر إشاريٌّ زائد للتوكيد.

(10) موسكاتي وآخرون، مدخل نحو اللغات الساميَّة المقارن، ص: 184.

(11) عامر سليمان، اللغة الأكَّديَّة، ص: 185.

(*) يمكن تحليل الضمير الجئزيِّ(كِيَّاي)بأنَّه مكوَّن من(كيَّا+ي)، ويحلل(يات)بأنَّه مكوَّن من(ي+ات).

(12) بروكلمان، فقه اللغات الساميَّة، ص: 118.

(13) المرجع السابق، ص: 118. وانظر أيضاً: موسكاتي وآخرون، مدخل نحو اللغات الساميَّة المقارن، ص: 282.

(14) موسكاتي وآخرون، مدخل نحو اللغات الساميَّة المقارن، ص: 180.

(15) المرجع السابق، ص: 182.

(16) بروكلمان، فقه اللغات الساميَّة، ص: 89.

(17) الزمخشريُّ، المُفصَّل، ص: 136.

(18) موسكاتي وآخرون، مدخل نحو اللغات الساميَّة المقارن، ص: 187.

(19) الزمخشريُّ، المُفصَّل، ص: 136.

(20) موسكاتي وآخرون، مدخل نحو اللغات الساميَّة المقارن، ص: 188.

(21) المرجع السابق، ص: 190.

(22) بروكلمان، فقه اللغات الساميَّة، ص: 91.

(23) غويدي، المختصر في علم اللغة العربيَّة الجنوبيَّة القديمة، ص: 8.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وظيفة الجملة في اللغة العربية

دور السياق في تحديد المعنى المراد من الجملة العربيَّة

سلسلة النظريَّات البديلة من نظريَّة العامل النحويِّ(3) (نظريَّة تضافر القرائن للدكتور تمَّام حسَّان)