(الميتافيرس بين الحقيقة والخيال)
(الميتافيرس بين الحقيقة والخيال)
(مقال استعراضي)
أ. محمد إبراهيم محمد عمر همد محمود
ماهيَّة الميتافيرس:
يتكون مصطلح (ميتافيرس) من كلمتين هما:(meta) (verse)
وترجمة الأولى: (ماوراء)، والأخرى: (الكون)، لتكون الترجمة الحرفية لمجموع الكلمتين: (ماوراء الكون). وقد ظهر المصطلح لأول مرة في رواية (الانهيار الثلجي) للكاتب نيل استيفنسون في العام ١٩٩٢م، وذلك في معرض حديثه عن نوعية الأحداث والتفاعلات التي تحدث بين شخصيات الرواية في عالم افتراضي، ينبوب فيه عن كل شخصية شبيه افتراضي(أفاتار)، ليقوم هذا الشبيه بكل الأمور نيابة عن الشخصية التي اتخذته شببهاً افتراضياً لها،(1)ثم تلقفت الروايات والأفلام الفكرة، واتخذتها موضوعاً لها، ومن أشهر الأفلام في هذا الصدد:
1. فيلم(Gamer):
أنتج في العام ٢٠٠٩م، وهو من إخراج مارك تيفلدين وبراين تيلو، وبطولة أمبر فليتان وجيرارد بتلر، وتدور أحداثه حول رجل ثري يطور لعبة فيديو، يتقاسم المشاركون فيها النفوذ حسب ما يملكون من مال، فأكثرهم مالاً يكون أعلاهم نفوذاً، بينما يعمل البقية كمنفذين تحته، ومن يحكم عليه بالموت يكون من المستحيل نجاته أو فراره.
2. فيلم(Summer Wars):
فيلم ياباني انتج في العام ٢٠٠٩م، وهو من إخراج مموري هاسودا، وبطولة ريونسكي كميكي ونانامي ساكارابا، وتدور أحداثه حول عالم افتراضي يسمى (أوزي)، يعيش فيه الجميع بحساباتهم الشخصية، ثم يكتشف البطل أن هنالك محاولة لاختراق ذلك العالم.
3. فيلم(Wreck-it Ralph):
أنتج في العام ٢٠١٢م، وهو من إخراج ريتش مور، وبطولة جون سي رايلي وسارا سيلفر مان ، وتدور أحداثه حول شخصية بلعبة فيديو تعاني من هزائم متكررة، فيقوم البطل برحلة افتراضية في عوالم تلك الشخصية بغية تعليمها قواعد البطولة والنصر.
4. فيلم(Ready player One)
أنتج في العام ٢٠١٨م، وهو من إخراج ستيفن سبيليبرغ، وبطولة تاي شريدين وأوليفيا كوك، وتدور أحداثه في العام ٢٠٤٥م حول رجل يدخل عالم افتراضي تمثله واحة ذات مناظر خيالية جميلة، وهو يمني نفسه بحياة هادئة وآمنة هنالك بعيداً عن عالم الواقع المليء بالكوارث، ولكنه مع ذلك يضطر إلى خوض العديد من المغامرات للحفاظ على تلك الواحة الآمنة.
5. فيلم(Summer Wars):
أنتج في العام ٢٠٢١م، وهو من إخراج شون ليفي، وبطولة راين رينلدز وجودي كامر، ويحكي قصة موظف بنك بارع في ألعاب الفيديو، يقرر أن يسطر ملحمته الخاصة في تحرير مدينته الخيالية.(2)
تلتقي الأفلام السابقة في كونها تنسج أحداثها في عالم افتراضي، يتسلل إليه البشر عبر أفاتارات خاصة بهم، تمكنهم من المشاركة في صنع أحداث ذلك العالم الافتراضي والتأثير فيه.
الاستخدام الفعلي للواقع الافتراضي:
في الوقت الذي كان يروج فيه لعالم (الميتافيرس) في الروايات والأفلام ظهرت بعض التطبيقات التي تحاول محاكاة فكرة تلك الأفلام والتجسير بين عالمي الواقع والميتافيرس، وذلك كما في منصة (ريولوكس)، والتي تمتلك العديد من الألعاب التي ابتكرها الصغار والمراهقون، وكذلك لعبة (فورتنايت)، والتي بلغ عدد مستخدميها ٣٥٠ مليوناً، كما أقيمت عبر (فورتنايت) عدة حفلات للمغني الأمريكي ترافيس أسكوت، ظهر فيها المغني الشهير عبر صورة رمزية، وبلغ عدد متابعيها ١٢ مليون مستخدم في أبريل ٢٠٢١م.(3) وحتى ذلك الحين لم يروج للمصطلح بشكل كافٍ، ولم يُحظَ بالزخم الكافي إلا بعد تبني مارك زوكر بيرغ مؤسس (فيسبوك) للمصطلح، وتحويله اسم الشركة (فيسبوك) إلى (ميتا) وهو اسم مشتق من الميتافيرس، وقد أعلن زوكربيرغ ذلك في خطاب له بتاريخ 28/10/2021، وهذه طائفة من النقاط المهمة التي وردت في ذلك الخطاب التاريخي:
1. بدأ فيسبوك والإنترنت بكتابة النصوص، ثم إدراج الصورة، ثم استخدام الفيديو، ولن تكون تلك نهاية الرحلة.
2. ستكون المحطة التالية إطلاق منصة أكثر قدرة على تجسيد التجربة البشرية للمستخدم على شبكة الإنترنت، فبدلاً من الاكتفاء بمشاهدة المنتجات سيتمكن من ملامستها الجسدية عبر الواقع الافتراضي.
3. في المستقبل سيكون بإمكان المستخدم الانتقال من مكان إلى آخر عبر صورة ثلاثية الأبعاد، ولم يعد بحاجة إلى الانتقال بجسده من نقطة إلى أخرى.
4. سيكون بإمكان المستخدم تحويل جميع مقتنياته المادية إلى صور ثلاثية الأبعاد، وذلك عبر تقنيات يوفرها العلماء في هذا المجال.
5. بإمكان المستخدم أن يفعل كل ما يخطر بباله في ذلك العالم من تعليم وتعلم، وعمل وتسويق، وترفيه وتدريب.
6. فتح المزيد من الفرص للجميع بغض النظر عن موقع وجود المستخدم في العالم، فبإمكانه تقضية الوقت بالطريقة التي تروقه ومع من يختار.(4)
الخطوات العملية نحو تحقيق الميتافيرس:
شرع عملاق التواصل الاجتماعي (فيسبوك) في التحول نحو الميتافيرس قبل الإعلان عن ذلك في الخطاب التاريخي للمؤسس، وهذه قائمة بالخطوات العملية نحو تحقيق التحول التدريجي إلى الميتافيرس:
1. بتاريخ ١٩/٨/٢٠٢١م أطلقت شركة فيسبوك خدمة لإدارة الاجتماعات في الواقع الافتراضي، وذلك عبر غرف اجتماعات افتراضية تعرف بال(وور كرومز)، ويمثل المجتمعون فيها عبر أفاتارات خاصة أشبه بالرسوم المتحركة، على أن يتم التواصل بين المجتمعين عبر الميكرفون، والكتابة على لوح أبيض افتراضي، وكانت تلك الخدمة متاحة لمن يمتلك خوذ الواقع المعزز(أوكولوس)، وكذلك من يمتلك خوذ (كويست ٢)، أما من لم يمتلك تلك المعدات فيمكنه المشاركة في تلك الاجتماعات الافتراضية عبر الاتصال بتقنية الفيديو.(5)
2. بتاريخ ٩/٩/٢٠٢١م أطلقت الشركة نظارات(راي- بأن ستوريز)، وذلك بالتعاون مع شركة (راي- بأن) الرائدة في ذلك المجال.(6) وتشكل تلك النظارات خطوة نحو الواقع المعزز.
3. تخطط الشركة منذ نهاية العام السابق ٢٠٢١م لتوظيف ١٠ ألاف موظف في أوروبا، على أن تكون ٥ ألاف وظيفة ذات تخصصية عالية في الهندسة لتطوير الميتافيرس، وتم اختيار أوروبا لما توفره من أسواق ممتازة وبيئة مهارية عالية لوجود جامعات الدرجة الأولى هنالك.(7)
4. قيام الشركة بتقديم العديد من براءات الاختراع التي تتعلق بتطوير عالم الميتافيرس، ومنها نظارات ذكية تمكن المستخدم من إدخال جسده إلى العالم الافتراضي، بالإضافة إلى تقنيات تتعلق باستخدام القفازات في التفاعل مع البيانات الرقمية، فضلاً عن تقديمها تقنيات الاستشعار الصوتي، والتي تسمح بإصدار الأشياء الأصوات عند التفاعل معها، وأخيراً تقديم تقنيات تتعلق بالإعلان في الميتافيرس.(8)
فيسبوك تشعل المنافسة في الميتافيرس:
أشعلت شركة فيسبوك روح المنافسة في هذا الميدان الجديد، فبدأت الشركات المنافسة تتحسب للدخول إلى عالم الميتافيرس، ومن ذلك:
1. قيام مجموعة (مايكروسوفت) بالاستحواذ على شركة (أكتفيجن بليزارد) صاحبة لعبتي (كول أوف ديوتي) و(كاند كراش)، وذلك مقابل ٦٩ مليار دولار.(9)هذا بالإضافة إلى امتلاكها منتج النظارات المعززة الواقع الافتراضي، وقيامها بتحديث بعض تطبيقاتها لتتوافق مع عالم الميتافيرس، وذلك كما في تحديث تطبيقها (مايكروسوفت تيمز)، وذلك عبر إضافة مرفقات معززة لعالم الميتافيرس.(10)
2. قيام شركة أمازون بدمج الميتافيرس في التسوق، وصار بإمكان الزبائن تصور شكل الأثاث والديكور.
3. قيام شركة (فيديليتي) لإنشاء منصة (فيديليتي ميتافيرس) للاستثمار في الأسهم ، ولديها إيرادات تقدر بحوالي ٥٠٪ من الميتافيرس.(11)
4. قيام شركة (ألفا بت) مالكة محرك البحث (جوجل) بتطوير نظارات الواقع المعزز، وبإمكان المستخدم ارتدائها كالنظارة الطبية الاستفادة منها في دعم الواقع الافتراضي.
5. كما قامت الشركة المالكة لتطبيق (تيك توك) الشهير بالاستحواذ على شركة (بيكو انتراكتف) الواقع الافتراضي، وبهذا تدخل الشركة إلى الاستثمار في ميدان الميتافيرس.(12)
وبذلك احتدم السباق المحموم في ميدان الميتافيرس، فأصبح المصطلح يتكرر بكثرة في وسائل الإعلام بين التبشير به و التحذير من مخاطره.
تسارع الخطى نحو تحقيق الميتافيرس:
يحتاج المستخدم إلى سماعات وشاشة يمثلان غطاء للرأس، بالإضافة إلى أدوات تحكم بالأيدي الولوج إلى عالم الميتافيرس والاندماج فيه بجسده، وهذا هو الحد الأدنى من المعدات للدخول إلى ذلك العالم، وقد بدأت الشركات العالمية في تصميم كثير من المنتجات المستخدمة في ذلك المجال والترويج لها، وكان لكل هذا النشاط المحموم أثرت على حض الشركات العالمية على ضرورة مقاربة هذا العالم الافتراضي الذي بدأ يشكل من جديد، حيث شرعت بعض الشركات في ذلك، وذلك كما في الأمثلة التالية:
1. قيام شركة نايكي للأحذية بالتعاقد مع شركة (ريولوكس) لتصميم فضاء افتراضي للشركة، يمكن المستخدمين من ارتداء أحذية رقمية الشركة عبر أفتاراتهم الخاصة.
2. إبداء شركة أديداس رغبتها في معرفة مايمكن أن يجعلها أفضل في ذلك العالم الجديد، وذلك عبر استطلاع أراء متابعيها.
3. قيام شركة بوينغ لصناعة الطائرات بتصميم خطة الربط بين تصاميم طائرات ثلاثية الأبعاد وبين الروبوتات والمهندسين حول العالم عبر الواقع الافتراضي.(13)
4.على الرغم من عدم وجود أفكار ثابتة لموقع (يوتيوب) بخصوص الميتافيرس إلا أنه قد أعلن عن احتمال إطلاق خدمة المشاهدة الجماعية لمقاطع الفيديو عبر عالم الميتافيرس.(14)
5. قامت شركة (بايدو)- الملقبة بجوجل الصين- بإطلاق تطبيق (شيرانج) (أرض الأمل) يتيح للمستخدم التفاعل مع الآخرين في الميتافيرس عبر أفتارات الخاص.(15)
الميتافيرس وتحديات الحاضر:
أصبح الميتافيرس واقعاً ملموساً ويتقدم شيئاً فشيئاً نحو السيطرة على عالم الإنترنت ومستخدميه، وحتى يحين ذلك الوقت سيواجه الميتافيرس بعض العوائق التي تحول دون انطلاقه بقوة، وهذه جملة من تلك العوائق:
1. التكلفة العالية: للولوج إلى عالم الميتافيرس سيحتاج المستخدم إلى تقنيات حديثة ذات أسعار غالية، فالنظارات تتراوح أسعارها من ١٠٩ دولار إلى ١٢٩ دولار، كما سيحتاج إلى سماعات ذات مواصفات خاصة، لا تحتاج إلى جهاز الحاسوب، وإنما هي جهاز خاص قائم بذاته، ويبلغ أسعار بعض هذه السماعات حوالي ٣٠٠ دولار،(16)أما للإحساس بالعناق واللكمات في العالم الافتراضي سيحتاج المستخدم إلى سترات ذات تقنيات محددة مثل السترات التي طرحتها شركة(owo) والتي طرحت للبيع بسعر أقل من٤٥٢دولار،(17)كل ذلك عبارة عن معدات للدخول إلى العالم الافتراضي الجديد، أما إذا رغب المستخدم في امتلاك قطعة أرض افتراضية في ذلك العالم فإن ذلك سيكلفه مبلغاً باهظاً من المال، ومن ذلك شراء مغني الراب سنوب دوغ قطعة أرض افتراضية بنصف مليون دولار، بل هنالك ما هو أغلى منها، فقد بلغت قطعة أرض افتراضية أخرى ب(٢,٤) مليون دولار.(18)
2. تعدد منصات الواقع الافتراضي: يعد عالم الميتافيرس القادم بقوة أكبر مما يمكن امتلاكه من قبل شركة واحدة أو حتى عدة شركات، وذلك لما يحتاجه ذلك العالم الجديد من أموال ضخمة في سبيل تطويره، هذا بالإضافة إلى الخوف من المخاطرة بتلك الأموال في عالم لا أحد يضمن نجاحه في المستقبل، فضلاً عن تفاوت القدرات المالية بين الشركات العاملة في هذا المجال، لكل هذا تعمل معظم الشركات بانفراد في بناء الميتافيرس الخاص بها، لذلك نلاحظ أن (ميتا) تعمل بانفراد في تطوير منصة الميتافيرس الخاص بها، وهذا أيضاً ما تقوم به شركات (مايكروسوفت) في سبيل تطوير منصتها (ميتش) في عالم ميتافيرس.(19)
كما تعمل شركة (بايدو) المعلوماتية الصينية على تقديم إسهاماته في العالم الافتراضي الجديد، وذلك عبر إطلاق تطبيقها(شيرانغ) (أرض الأمل)، والذي يمكن تحميله على جهاز الهاتف المحمول، والحاسوب، وخوذ الواقع الافتراضي، ومازال استخدامه على نطاق محلي في حدود الصين، كما تعمل شركة (تينست) على تطوير منصتها الخاصة في عالم الميتافيرس، مستفيدة في ذلك من خبراتها المتراكمة في مجال ألعاب الفيديو وتطويرها.(20)
ونلاحظ فيما سبق ذكره أنَّ معظم الشركات العاملة في هذا المجال تعمل على انفراد، هذا على الرغم من إقرار بعضها بأن تطوير هذا العالم الافتراضي أكبر من إمكانية أي شركة لوحدها، ومع ذلك لا وجود لتنسيق كامل بين تلك الشركات، وهو أمر لو تمَّ سيسرع من وتيرة تحقيق ذلك الحلم الافتراضي، وذلك بتقليل الجهد والوقت والتمويل الكافي لتطوير هذا الواقع الافتراضي وجعله متاحاً للجميع.
3. العوائق التي تعرض شبكات الجيل الخامس للاتصالات: تعتمد البنية التحتية الميتافيرس على شبكات الجيل الخامس والجيل السادس، بالإضافة إلى تقنيات المواقع الافتراضي،(21)
ولهذه الشبكات إمكانيات تقنية هائلة في مجال الاتصالات، حيث تبلغ سرعتها في الإنترنت
( ٤.٥)غيغابت في الثانية، وهذه سرعة عالية جداً مقارنة مع (٦٠٠) ميغابايت في الثانية عند شبكات الجيل الرابع، فضلاً تقليص زمن الاستجابة عند النقر على الرابط أو تشغيل الفيديو إلى واحد ميلي ثانية،(22)ولا يزال انتشار هذه النوعية من الشبكات بطيئاً على مستوى العالم، كما أن نسبة تغطيتها في الدول المستخدمة ضعيفة جداً، إذ بلغت تلك النسبة (٢٨,١٪) في كوريا الجنوبية وهي المتصدرة لقائمة الدول الأكثر استخداماً لتلك الشبكات، وتليها السعودية بنسبة تغطية (٢٦,٦٪)، ثم الكويت بنسبة (٢٦,١٪)، ثم الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة (٢٠,٨٪)(23)كما تعترض شبكات الجيل الخامس بعض المخاوف التقنية التي تتعلق بتأثيراتها السلبية وخطورتها على الملاحة الجوية، لأنها تستخدم موجات راديو ذات ترددات عالية، ومن ذلك قيام شركتا(أي تي آند تي) و(فرايزون) للاتصالات بتأجيل تفعيل شبكتيهما في هذا المجال في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك حتى تفسح المجال لمزيد من التشاور والتدليل على عدم تأثير ذلك على الملاحة الجوية، في وقت ألغت فيه بعض شركات الطيران رحلاتها الجوية هنالك- في يناير ٢٠٢٢م -خوفاً من تأثير إشارات تلك الشبكات على مؤشر الارتفاع الخاص بالملاحة الجوية للطائرات.(24)
ونستنتج ممَّا سبق عدم تتوفر تلك الشبكات في بعض دول العالم، ومواجهتها بعض المخاوف التقنية التي تحد من استخدامها، وسيكون لكل هذا أثره في تأخير الانطلاق التام الميتافيرس عالمياً إلى وقت ما.
إرهاصات التغلب على تلك العوائق:
هنالك بعض المؤشرات الاقتصادية والتقنية التي تدلل على إمكانية التغلب على تلك العوائق التي ذكرناها في المستقبل القريب، ويمكن تفصيل ذلك فيما يلي:
1. تقليل التكلفة العالية لمعدات الميتافيرس: على الرغم من التكلفة العالية للمعدات العاملة في عالم الميتافيرس- إلا أننا نلاحظ انغماس كثير من الشركات العملاقة في الاستثمار في ذلك المجال، حيث أنتجت شركات آبل وغوغل ومايكروسوفت وأمازون نظارات تصلح لذلك العالم،(25)وعلى الرغم من غلاء أسعار تلك المنتجات، إلا التنافس التجاري بين تلك الشركات العملاقة سيؤدي إلى خفض أسعارها إلى حد معقول، هذا بالإضافة إلى احتمالية دخول كوريا الجنوبية في مجال صناعة بعض معدات ذلك العالم الافتراضي، حيث ظهر مقطع فيديو مسرب يكشف الخطط السرية لشركة (سامسونج) لهزيمة شركة (أبل) و(ميكروسوفت) في مجال صناعة النظارات الذكية، حيث تعتزم (سامسونج) صناعة تلك النظارات وعرضها بأسعار زهيدة،(26)ولو صح هذا الفيديو فنحن موعودون لاقتناء النظارات الذكية بأسعار مناسبة في المستقبل القريب، وقس على ذلك بقية المعدات الأخرى، والتي ستكون أسعارها مقبولة لو صنعت في الصين وكوريا الجنوبية.
2. توحيد البيئة الافتراضية الميتافيرس: من المتوقع توحيد البيئات الافتراضية لعالم الميتافيرس في المستقبل القريب، وقد ظهرت بوادر ذلك التوحيد في عدة إشارات ومقترحات هنا وهنالك، ومن ذلك إعلان شركة (مايكروسوفت) سعيها لجعل منصتها (ميتش) رابطاً للعديد من البيئات الافتراضية، وتجميع كل ذلك في منصة تعاون مشترك تدعي(تيمز) وتضم حوالي ٢٥ مليون مستخدم في كل أنحاء العالم،(27)كما أطلق إيدو سيغال-مؤسس شركة (تاتشكاست) لمؤثرات الوقع الافتراضي- منصة للتعاون بين الشركات العاملة في ذلك المجال، وذلك عبر تسجيلها في قاعدة بيانات (بلوكتشن) بدلاً من تسجيلها في الخوادم، على أن تنتهي تلك العناوين الإلكترونية بالنهاية (دوت ميتافيرس) بدلاً من (دوت كوم).(28)ويتضح مما سبق أن هنالك مؤشرات للاتجاه نحو توحيد البيئات الافتراضية الميتافيرس، وبدا ذلك بالتنسيق بين الشركات المتعاونة، وهنالك أمل بأن هذا التعاون سيشمل حتى الشركات المتنافسة، ليصب كل ذلك في توحيد البيئات الافتراضية للميتافيرس.
3. التوسع في شبكات الجيل الخامس والحد من مخاطر استخدامها: بما أنَّ أفريقيا هي القارة الأقل استخداماً لتلك النوعية من الشبكات فستصبح هي الميدان القادم التنافس بين شركات المشغلة لخدمات الإنترنت للجيل الخامس، حيث أظهرت شركة أريكسون رغبتها في تقديم خدمات تلك الشبكات في مجال المؤسسات والصناعات في قارة أفريقيا، كما أبدت شركة هواوي استعدادها لتقديم تلك الخدمات في حال وافقت الحكومات الأفريقية على ذلك، ومنحتها التراخيص اللازمة لها، أما شركة نوكيا فقد شرعت بالفعل في نشر معدات الجيل الخامس في القارة الإفريقية بالفعل، ومن المتوقع أن تنتشر تلك الشبكات في بعض المواقع من القارة بنهاية العام الحالي ٢٠٢٢م وبداية العام القادم ٢٠٢٣م،(29)وسيكون للتنافس بين تلك الشركات أثراً واضحاً في سرعة انتشارها وتقليل تكلفتها المادية. أما بخصوص المخاوف والمخاطر التقنية المترتبة على استخدام تلك الشبكات، وخاصة في مجال الملاحة الجوية_ فسيتم التغلب على. ذلك بخفض ترددات تلك الشبكات لمعدلات تصل (٣,٦) غيقا هيريز، بالإضافة إلى تزويد الطائرات بالتكنولوجيا اللازمة التي تمكنها من التعامل مع المخاطر السلبية التي قد تطرأ عن استخدام شبكات الجيل الخامس.(30)ومن المتوقع أن تكون شبكات الجيل الخامس هي السائدة عالمياً بحلول العام ٢٠٢٣م، هذا بالإضافة إلى احتمالية الشروع في تشغيل شبكات الجيل السادس على نحو تجاري بحلول العام ٢٠٣٠م، وتصل سرعة تلك الشبكات في نقل البيانات تيرابايت في الثانية، وهذه سرعة تتزيد عن سرعة الجيل الخامس بمئة مرة، كما تقلل زمن الاستجابة إلى (١,. ميلي متر في الثانيه)، أي عشر زمن الاستجابة الذي تستغرقه شبكات الجيل الخامس،(31)وكل هذا سينعكس إيجاباً على علم الميتافيرس، وسيجعله متاحاً، واستخدامه سلساً بوجود تلك البنايات التحتية القوية التي توفرها تلك الشبكات.
الفوائد المحتملة للميتافيرس:
على الرغم من أن انتشار الميتافيرس مايزال بطيئاً إلا أنه سيكون في المستقبل القريب واقعاً معيشاً، وسيترتب على ذلك جملة من المكاسب المحتملة، وهذه طائفة منها في الاستخدامات المتعددة الميتافيرس:
1. الاستخدام لأغراض نفسية: وذلك عن طريق الاستفادة من المشاهد الطبيعية المبهجة التي توفرها بيئة الميتافيرس في العلاج النفسي، وقد أثبتت الدراسات النفسية أن مشاهدة المناظر الطبيعية الخضراء تخفف من الضغوط النفسية، كما يمكن الاستفادة من الميتافيرس في علاج الخوف المرضي(الفوبيا)، وذلك عن طريق تعريض المريض لتلك المخاوف تدريجياً حتى يتحرر منها، وقد استفاد الجيش الأمريكي من تقنيات مماثلة في علاج الجنود الذين يعانون من الصدمة في العراق ومناطق الحروب الأخرى، كما أن الانغماس في بيئة الميتافيرس أثناء تغير الضمادات الجراحية يخفف من الإحساس بالألم، لأن الذهن يكون مشغولاً بمشاهدة تلك المناظر، كما تساعد بيئة الميتافيرس المسنين الذين يعانون من الوحدة، وكل هذا يمكن تحقيقه من خلال عالم الميتافيرس.(32)
2. الاستخدام لأغراض تعليمية: من المعروف أن الدول لجأت إلى التعليم عن بعد أثناء جائحة كورونا، وكان لذلك التعليم عن عدة سلبيات منها عدم القدرة على منح المتعلم القدرات الكافية للتعليم على أرض الواقع، الآن بعد دخول عالم الميتافيرس يصبح التعليم عن بعد أكثر تفاعلية وحضوراً شخصياً، فبإمكان المتعلم التفاعل والإحساس بالوجود الفعلي في كل صف يحضره عن طريق الميتافيرس مهما كان موقعه في العالم، وسينعكس ذلك إيجاباً على مهارته التعليمية، وقد أجرى برنامج (سكيل أمرشن لاب) تجربة التعليم الانغماس وعدد فوائدها، ومنها تحسن قدرات المتعلمين في الثقة بأنفسهم عند مخاطبة الآخرين بنسبة ٨٥٪ من عدد المشاركين، كما تحسنت قدراتهم في التعبير عن أفكارهم، كما أظهر ٩٠٪ أنهم كانوا يراجعون إجاباتهم للتأكد من صحتها بعد كل درس،(33) وهذا يعني في النهاية أن بيئة الميتافيرس قد تكون مفيدة في ممارسة التعليم الانغماسي إذا توفرت الأدوات التقنية اللازمة لها.
الاستخدام لأغراض تدريبية: ستكون بيئة الميتافيرس أنسب بيئة لإنشاء تجارب المحاكاة للأمور التي تحتاج إلى تدريبات مماثلة، وذلك كما في تدريب الجيوش افتراضياً على المعارك قبل خوضها، وكذلك تدريب رواد الفضاء على أداء أدوارهم المنوطة بهم، كما يمكن الاستفادة من تلك البيئة الافتراضية في إجراء الجراحة والتشريح الافتراضيين، مما يقلل في النهاية هامش الخطأ الناتج عن عدم الخبرة، وقد يكون الميتافيرس البيئة المحفزة للتدرب على الخطابة والإبقاء قبل مواجهة الجمهور على أرض الواقع.(34)وباختصار سيكون الميتافيرس هو الميدان الأنسب للتدرب على كل ما يمكن التدرب عليه، وذلك لما يوفره من بيئة شديدة الشبه والمماثلة للبيئة الواقعية للأمر المراد التدرب عليه.
4. الاستخدام لأغراض تجارية: يتوقع الخبراء أنَّ عالم الميتافيرس قد يساهم بإيرادات تصل إلى 800مليار دولار بحلول العام 0224م، وسيكون نصفها ريع من الألعاب، بينما الآخر من ريع الترفيه ووسائل التواصل الاجتماعي،(35) كما يمكن الاستفادة من الميتافيرس في التسويق لمنتجات العالم الواقعي، وذلك عن طريق تجريب المنتجات افتراضياً عبر الافاتار الخاص بالمستهلك، ومن ثم شراؤها إذا كانت مناسبة، ومن ذلك قيام شركة (أديداس) وبعض دور الأزياء الترويج للمنتجات بهذه الطريقة، والتي تتميز بتقليل المخاطر المالية لما تعطيه من مؤشرات لمدى قبول المنتج أو ركوده بمراقبة التفاعلات والتجارب التي يجريها عليه المستهلكون افتراضياً قبل الشروع في شرائه على أرض الواقع.(36)
المخاطر المحتملة للميتافيرس:
سبق أن ذكرنا إعلان مارك زوكر بيرغ عن إطلاق منصة للميتافيرس وقيامه بخطوات عملية نحو تحقيق ذلك، وما إلى ذلك من منافسة وسباق بين الشركات العالمية الولوج إلى العالم الافتراضي الجديد، نعود لنذكر بأن تلك الخطوات العملية صاحبتها عمليات تحذيرية أطلقها الخبراء والمختصون في مجال الصحة النفسية، وأبدوا قلقهم من الخاطر التي قد يتعرض لها الإنسان في مجاهل ذلك العالم الافتراضي، وهذه طائفة منها:
1. التحرش الجنسي: يمثل فضاء الإنترنت ميداناً نموذجياً للتفنن في كشف المثيرات الجنسية عرضاً وممارسة وسلوكاً، وذلك لما يوفره من بيئة سرية متحررة من قيود المجتمع الواقعي، وبوجود الميتافيرس سيصبح هذا الميدان أكثر جرأة وإغراء، وسيكون ذلك أكثر خطورة بالنسبة للأطفال والمراهقين، والذين قد يتعرضون فيه للتحرش الإثارة الجنسية، وقد حذرت الجمعية الوطنية البريطانية من مخاطر بعض تطبيقات ذلك العالم الافتراضي على المراهقين والأطفال، ومن ذلك مثل تطبيق (في آر شات)، والذي يخصص غرفاً افتراضية للأطفال فوق سن الثالثة عشر، ويعرض فيها مواداً إباحية لا تتناسب مع سن أولئك الأطفال، وقد كشف مجاهل ذلك التطبيق قيام صحيفة من (البي بي سي) بالدخول إلى ذلك التطبيق متنكرة في شخصية طفل في الثالثة عشر من عمره، وقد صدمها ما يعرض في تلك الغرف من مواد إباحية وأفعال جنسية، الأمر الذي يجعله جاذباً لبعض الرجال البالغين،(37) ولن يكون البالغون بمأمن عن التحرش الجنسي في الميتافيرس، فقد تعرضت طبيبة نفسية بريطانية تدعى نينا جين باتيل للتحرش الجنسي عند دخولها منصة (هورايزن فينيور) للميتافيرس في الثواني الستين الأولى لدخولها، ثم تعرض أفاتارها(شخصيتها الافتراضية) للاغتصاب من قِبَل أولئك المتحرشين، الأمر الذي بدأ أشبه بكابوس سريالي على حد تعبير الطبيبة.(38)
2. التنمر وخطاب الكراهية: ينتشر خطاب الكراهية والتنمر في كثير من التطبيقات المستخدمة على الإنترنت كفيسبوك وانستغرام وغيرهما، إلا أنَّ ذلك قد يزيد بصورة واضحة في عالم الميتافيرس، كما يشكل صدمة أكبر للمستخدم بسبب المحاكاة الشديدة للواقع في الميتافيرس، وقد حذر ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان من تزايد حالات التنمر والإساءة في عالم الميتافيرس.(39)وعلى الرغم من تعهد الشركات المقدمة لخدمة الميتافيرس – ومنها (ميتا)- بجعل الميتافيرس أكثر أماناً وخصوصية- إلا أنه من الصعب الإيفاء بتلك التعهدات في ظل تصاعد وتيرة خطاب الكراهية والتحرش الجنسي في ذلك العالم الافتراضي.
3. الإدمان: من المعلوم أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤدي إلى إدمان بعض المستخدمين، نتيجة للتلاعب الذي تقوم به تلك الشركات المقدمة للخدمة، والتي تحاول أن تستحوذ على أكبر قدر ممكن من وقت المستخدم، وذلك لعرض أكبر قدر من الإعلانات عليه، مما يحقق ربحاً وفيراً لتلك الشركات، ونتيجة لما يمثله الميتافيرس من عالم جاذب للمستخدم، بالإضافة إلى التلاعب الذي ستقوم به تلك الشركات للاستحواذ على وقت المستخدم- فسيكون خطر الإدمان أكثر تحققاً في عالم الميتافيرس، نتيجة للساعات الطوال التي سيقضيها المستخدم فيه.(40)
4. العزلة الواقعية: هنالك عدَّة آراء مختلفة بخصوص العزلة الاجتماعية، والتي قد تنشأ عن الانغماس في فضاء الميتافيرس، ويمكن أن تصنَّف تلك الآراء في قسمين رئيسيين: أحدهما: يرى أنَّ الميتافيرس سيؤدي إلى العزلة الاجتماعية، ويجعل الناس أكثر خطراً وعنفاً، والآخر: يرى أنَّ هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة، بل هي مجرد مخاوف قديمة، تطفوعلى السطح مع كل تطور تكنولوجي، والصحيح أنَّ ما يجعل الإنسان أكثر خطراً وعنفاً هي الجينات والعوامل الاجتماعية والاقتصادية الأخرى،(41)ومهما كانت تلك الآراء مختلفة حول الميتافيرس إلا أنه يجب النظر بجديَّة إلى المخاوف التي يثيرها بعض الخبراء عن تسبب الميتافيرس وعالمه الجاذب في العزلة الاجتماعية على أرض الواقع، لأن كثير من المستخدمين لن يجدوا الوقت الكافي للتواصل مع المحيط المجتمعي على أرض الواقع، وذلك لعدم توفر الوقت الكافي لإقامة تلك العلاقات الاجتماعية الحقيقية وتعهدها بالعناية والاهتمام اللازمين.
5.الاكتئاب: هنالك دراسة أجرتها مجلة (علم النفس الاجتماعي والإكلينيكي) في العام 2014م، وتوصلت إلى نتائج منها: أن بعض المستخدمين الذين يقضون فترات طويلة في وسائل التواصل الاجتماعي عرضة للشعور السيئ تجاه أنفسهم، نتيجة للمقارنة التي يجرونها لأنفسهم مع نظرائهم، وبما أن الميتافيرس سيكون أكثر حرية وقدرة في عرض المستخدمين على الهيئة التي يردونها، فسيكون ذلك أدعى لمزيد المقارنة، وما يترتب عليها من شعور سلبي لبعض المستخدمين تجاه أنفسهم عند إجراء تلك المقارنات.(42)
6. انتهاك الخصوصية: في عالم الميتافيرس ستكون خصوصية المستخدم في خطر، نظراً لطبيعة ذلك العالم الذي يقدم فيه المستخدم الكثير من بياناته الشخصية والسلوكية طوعاً دون أن يدرك خطورة ذلك عليه، فالأنظمة والأدوات المستخدمة في ذلك العالم- من تقنيات تتبع الوجه والعين والجسم وحتى الموجات الدماغية- ستجمع قاعدة بيانات هائلة عن المستخدمين، وسيكون ذلك أكثر خطورة في حال سيطرة شركة واحدة عليها كـ(ميتا) مثلاً.(43)
كان ذلك استعراض مختصر لعالم الميتافيرس، والذي كان حلماً مستقبلياً في تسعينيات القرن الماضي، ثم خطا خطوات واسعة ليصبح حقيقة واقعية اليوم، ومن التوقع أن يصبح واقعاً مهيمناً في المستقبل القريب، نتيجة لما يملكه من عالم ساحر يأسر الإنسان فلا يستطيع الفكاك منه، وقد تحقق البشرية منه العديد من الفوائد في المجالات الحيوية المختلفة، على أن يدفع المستخدم نظير ذلك ثمناً مقدراً من وقته الثمين وصحته النفسية، بالإضافة إلى التنازل عن كثير من خصوصيته الشخصية.
_________________
(1) موقع سبوتنيك بالعربية، "كل ما يجب أن تعرفه عن "ميتافيرس".. مستقبل الأنترنت المثير والمجهول"، موقع سبوتنيك بالعربية، تاريخ النشر: ١/١١/٢٠٢١، تاريخ المشاهدة: ١٨/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(2) أدهم السيد، "بعد تحول فيسبوك إلى ميتا.. 5 أفلام جسدت عالم الميتافيرس"، موقع صحيفة الشروق المصرية، تاريخ النشر: ٣٠/١٠/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ١٨/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(3) موقع صحيفة الشرق الأوسط، "كل ما تريد معرفته حول"الميتافيرس""، موقع صحيفة الشرق الأوسط، تاريخ النشر: ٢١/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ١٩/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aawsat.com/home/article/3427516/كل-ما-تريد-معرفته-حول-«الميتافيرس»
(4) موقع ميتا، "خطاب المؤسس"، موقع ميتا، تاريخ النشر: ٢٨/١٠/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ١٩/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
https://about.fb.com/news/2021/10/founders-letter
(5) موقع يورنيوز، "خطوة جديدة نحو ال"ميتافيرس".. فيسبوك يطلق خدمة غرف اجتماعات عبر الواقع الافتراضي"، موقع يورنيوز، تاريخ النشر: ٢٠/٨/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ١٩/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(6) موقع صحيفة العربي الجديد، "فيسبوك و"راي- بأن" تطلقان نظارات ذكية"، موقع صحيفة العربي الجديد، تاريخ النشر: ١٠/٩/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٠/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(7) موقع بي بي سي بالعربية، "فيسبوك: الشركة توظف ١٠ آلاف شخص في دول أوروبا لتطوير مشروع العالم الافتراضي ميتافيرس"، موقع بي بي سي بالعربية، تاريخ النشر: ١٨/١٠/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٠/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.google.com/amp/s/www.bbc.com/arabic/science-and-tech-58959155.amp
(8) موقع أكسترا نيوز، "براءات اختراع جديدة تدخل عالم "ميتافيرس"، موقع أكسترا نيوز، تاريخ النشر: ١٥/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٠/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.extranews.tv/extra/category/11/topic/براءات_اختراع_جديدة_تدخل_عالم_ميتافيرس_Extra
(9) موقع صحيفة أنديبندنت العربية، "مايكروسوفت" تعزز استثمارها في ألعاب الفيديو وعالم "ميتافيرس"، موقع صحيفة أنديبندنت عربية، تاريخ النشر: ٢٦/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٠/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(10) خالد حمزة، "الميتافيرس.. كل ما تريد معرفته عن العالم ثلاثي الأبعاد وبيع الأراضي افتراضياً"، موقع تلفزيون سوريا، تاريخ النشر: ٢١/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٠/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(11) أحمد المرعي، "هل أنهت خسارة "فيسبوك" حفلة "ميتافيرس"، موقع صحيفة إنديبندبت عربية، تاريخ النشر: ١٢/٢/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٠/٢/٢٢م، الرابط:
https://www.independentarabia.com/node/303241/اقتصاد/أخبار-
وتقارير-اقتصادية/هل-أنهت-خسارة-فيسبوك-حفلة-ميتافيرس-سريعاً؟
(12) خالد حمزة، "الميتافيرس.. كل ما تريد معرفته عن العالم ثلاثي الأبعاد وبيع الأراضي افتراضياً"، موقع تلفزيون سوريا، تاريخ النشر: ٢١/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢١/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(13) خالد حمزة، "الميتافيرس.. كل ما تريد معرفته عن العالم ثلاثي الأبعاد وبيع الأراضي افتراضياً"، موقع تلفزيون سوريا، تاريخ النشر: ٢١/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢١/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(14) موقع صحيفة الخليج، "يوتيوب" يتحرك على جبهة الميتافيرس"، موقع صحيفة الخليج، تاريخ النشر: ١١/٢/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢١/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(15) موقع العين الإخبارية، "جوجل الصين يدخل "الميتافيرس" ب"أفاتار"، موقع العين الإخبارية، تاريخ النشر: ٢٧/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢١/٢/٠٢٢م، الرابط:
https://al-ain.com/amp/article/chinese-metaverse-baidu-first-applications
(16) موقع صحيفة الشرق الأوسط، "كل ما تريد معرفته حول "الميتافيرس""، موقع صحيفة الشرق الأوسط، تاريخ النشر: ٢١/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٣/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aawsat.com/home/article/3427516/كل-ما-تريد-معرفته-حول-«الميتافيرس»
(17) موقع صحيفة العرب، "في عالم الميتافيرس: ترى تسمع تتكلم وتشعر باللكمات"، موقع صحيفة العرب، تاريخ النشر: ١٤/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٣/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(18) طارق الشامي، "شراء العقارات في عالم ميتافيرس استثمار أم مجرد وهم"، موقع إندبيدنت عربية، تاريخ النشر: ٧/٢/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٣/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(19) محمد سناجلة، "الميتافيرس.. بداية النهاية لعصر الهواتف الذكية"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: ١٤/١٢/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٤/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(20) موقع الجزيرة نت، "بايدو الصينية تنافس كبرى الشركات الأمريكية في عالم "ميتافيرس" الافتراضي"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: ٢٨/١٢/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٤/٢/٢٠٢٢، الرابط:
https://www.aljazeera.net/news/scienceandtechnology/2021/12/28/ بايدو-الصينية-تنافس-كبرى-الشركات
(21)إياد أبو عوض، " ٢٠٢٢.. عام الميتافيرس"، موقع تلفزيون الشرق، تاريخ النشر: ٢٣/١٢/٢٠٢١م، تحديث: ٢٤/١٢/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٢/٠٢٢م، الرابط:
https://asharq.com/ar/3Yxptjq21uPUm8rzLobWvU-2022-عام-الميتافيرس/
(22) ناروتو خليل، "فوضى شبكة الجيل الخامس في أمريكا"، موقع إسكاي نيوز عربية، تاريخ النشر: ٢٢/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٤/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(23) موقع قناة العربية، "السعودية الثانية عالمياً بقائمة الأفضل في شبكات الجيل الخامس"، موقع قناة العربية، تاريخ النشر: ١٧/١٠/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٢/٠٢٢م، الرابط:
(24) ناورز خليل، "فوضى شبكة الجيل الخامس في أمريكا"، موقع اسكاي نيوز عربية، تاريخ النشر: ٢٢/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٤/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(25) موقع الجزيرة نت، "منها آبل ومايكروسوفت وغوغل.. صناعة التكنولوجيا تتطلع إلى استبدال الهاتف الذكي"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: ٢١/٢/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٦/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(26) موقع صحيفة الاقتصادية، "فيديو مسرب يكشف خطط "سامسونج" السرية لهزيمة"أبل"، موقع صحيفة الاقتصادية، تاريخ النشر: ٢٣/٢/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٦/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.aleqt.com/2021/02/23/article_2037471.html
(27) محمد سناجلة، "الميتافيرس.. بداية النهاية لعصر الهواتف الذكية"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: ١٤/١١/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٦/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(28) موقع صحيفة العرب، "في عالم ميتافيرس: ترى تسمع تتكلم وتشعر باللكمات"، موقع صحيفة العرب، تاريخ النشر: ١٤/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٦/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(29) موقع فرنسا ٢٤، "هل ستكون أفريقيا ساحة حرب قادمة بين أبرز مشغلي الجيل الخامس الإنترنت؟"، موقع فرنسا ٢٤، تاريخ النشر: ١٩/١٠٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(30) محمد المنشاوي، "سؤال وجواب.. كيف تسببت منصات الجيل الخامس بحالة رعب في المطارات الأمريكية؟"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: ٢٢/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(31) محمد وسناجلة، "شبكات الجيل السادس.. ثورة قادمة ستجعل من الخيال العلمي واقعا معيشا"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: ٩/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٢/2022م، الرابط:
https://www.aljazeera.net/amp/news/scienceandtechnology/2022/1/9/ شبكات-الجيل-السادس-ثورة-قادمة-ستجعل-من
(32) د. شريف عرفة، "ميتافيرس.. هل يزيد سعادتنا؟"، موقع صحيفة الاتحاد، تاريخ النشر: ١٣/١١/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٦/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.alittihad.ae/news/دنيا/4236863/ميتافيرس---هل-يزيد-سعادتنا
(33) ستيفن فرومكين، "الميتافيرس" فرصة متميزة لتجربة التعليم الانغماسي"، موقع صحيفة الشرق الأوسط، تاريخ النشر: ٢٢/٢/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٦/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aawsat.com/home/article/3488791/«الميتافيرس»-فرصة-متميزة-
(34) د. شريف عرفة، "ميتافيرس.. هل يزيد سعادتنا؟"، موقع صحيفة الاتحاد، تاريخ النشر: ١٣/١١/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٦/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(35) محمد وسناجلة، " هل الميتافيرس جيدة أم سيئة لصحتنا العقلية؟"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: 23/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: 4/3/2022م، الرابط:
https://www.google.com/amp/s/www.aljazeera.net/amp/news/scienceandtechnology/2022/1/23/%25D9%2587%25D9%2584-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25AA%25D8%25A7%25D9%2581%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25B3-%25D8%25AC%25D9%258A%25D8%25AF%25D8%25A9-%25D8%25A3%25D9%2585-%25D8%25B3%25D9%258A%25D8%25A6%25D8%25A9-%25D9%2584%25D8%25B5%25D8%25AD%25D8%25AA%25D9%2586%25D8%25A
(36) موقع صحيفة الخليج، "ميتافيرس يستحيل مختبرا لمنتجات العالم الواقعي"، موقع صحيفة الخليج، تاريخ النشر: ١٨/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٨/٢/٢٠٢٢م، الرابط:
(37) آنغاس كروفورد وتوني سميث، "ميتافيرس: تحذيرات من تعرض الأطفال لمواد إباحية وعنصرية على شبكة العالم الافتراضي"، موقع البي بي سي، تاريخ النشر: ٢٣/٢/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢/٣/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.google.com/amp/s/www.bbc.com/arabic/science-and-tech-60494249.amp
(38) موقع التلفزيون العربي، "اغتصاب سيدة في عالم "الميتافيرس".. كيف حدث ذلك وما هي سبل الحماية؟"، موقع التلفزيون العربي، تاريخ النشر: ٧/٢/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢/٣/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.alaraby.com/news/اغتصاب-سيدة-في-عالم-الميتافيرس-كيف-حدث-ذلك-وما-هي-سبل-الحماية
(39) موقع دار الهلال، "تقرير يحذر من انتهاك حقوق الإنسان في عالم الميتافيرس"
موقع دار الهلال، تاريخ النشر: ١٤/٢/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢/٣/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.darelhilal.com/News/1206278.aspx
(40) موقع صحيفة النهار، "ما هي التأثيرات السلبية لعالم الميتافيرس؟"، موقع صحيفة النهار، تاريخ النشر: 21/12/2021م ، تاريخ المشاهدة: 4/3/2022م، الرابط:
(41) محمد وسناجلة، " هل الميتافيرس جيدة أم سيئة لصحتنا العقلية؟"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: 23/١/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: 4/3/2022م، الرابط:
https://www.google.com/amp/s/www.aljazeera.net/amp/news/scienceandtechnology/2022/1/23/%25D9%2587%25D9%2584-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25AA%25D8%25A7%25D9%2581%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25B3-%25D8%25AC%25D9%258A%25D8%25AF%25D8%25A9-%25D8%25A3%25D9%2585-%25D8%25B3%25D9%258A%25D8%25A6%25D8%25A9-%25D9%2584%25D8%25B5%25D8%25AD%25D8%25AA%25D9%2586%25D8%25A
(42) موقع صحيفة النهار، "ما هي التأثيرات السلبية لعالم الميتافيرس؟"، موقع صحيفة النهار، تاريخ النشر: 21/12/2021م ، تاريخ المشاهدة: 4/3/2022م، الرابط:
(43) موقع دوتش فيلله بالعربية، "هل يزيد "ميتافيرس" عالمنا سواداً؟ النقاد يجيبون"، موقع دوتش فيلله بالعربية، تاريخ النشر: 6/11/2021م، تاريخ المشاهدة: 4/3/2022م، الرابط:
تعليقات
إرسال تعليق