المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٤

الأسير: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي

صورة
 الأسير: مقتطف من رواية أضواء النفق الجنوبي محمد إبراهيم محمد عمر همد محمود      أشارت عقارب الساعة إلى الثالثة صباحاً، وكلُّ شيء ساكن في معبر أبي سالم، وقد استسلمت الدوريَّة للنوم إلَّا فرداً واحداً بدا مستيقظاً، ورشاشه يتمايل في يده، وجسده مثقل بالنعاس، ولولا الخوف على نفسه أولاً وزملائه النائمين ثانياً لاستسلم لهذا الخدر اللذيذ الذي يداعب عينيه، تمنى لو تنقضي بقيَّة هذه الليلة بسلام، ففي الغد سيكون عيده وعيد زملائه، وكيف لا يكون الغد عيداً لهم وهم سيغادرون خطوط التماس مع العدو، ويعودون إلى تل أبيب حيث الدفء والنساء والحياة المترعة بكلِّ أصناف المباهج، كلُّ هذا تفصلهم عنها ساعات، ساعات ويغادرون هذه المنطقة المشئومة إلى الأبد، لم يكن يحلم في أسوء كوابيسه أن يجد نفسه هنا، حيث هؤلاء البشر الذين لا يمكن للإنسان أن يطيق نظراتهم القاسية، والتي تشي بحقد دفين تجاه كلِّ ما هو إسرائيلي، وعلى الرغم من عجزهم واستسلامهم الظاهرَينِ لا يمكن للإنسان أن يأمن شرَّهم، أو يتنبَّأ بدرجة حدَّة ردود أفعالهم، فقد ينتفضون في كلِّ لحظة ليصبحوا بركاناً يصعب السيطرة عليه، والأخطر أن تجد نفسك مرغماً على الاقترا